عمليات البيع محصورة لبعض الشركات الكبرى على حساب المصالح الحيوية المرتبطة بحياة الناسمصادر في شركة النفط لـ"المصدر أونلاين": أزمة الوقود مفتعلة وتديرها قيادات بالشركة مقربة من أبناء صالح المصدر أونلاين - خاص
أكدت مصادر مطلعة في شركة النفط اليمنية بأن أزمة المشتقات النفطية
الحالية، ليست ناتجة عن وجود أي عجز سواء في الإنتاج المحلي أو الاستيراد
الخارجي لهذه المشتقات، ولكنها أزمة مفتعلة تتم إدارتها من قبل من وصفتها
المصادر بقيادات متنفذة في الشركة محسوبة على بقايا نظام صالح ويعتقد بأنها
تتلقى الأوامر والتوجيهات المباشرة من قبل نجل الرئيس قائد الحرس
الجمهوري.
وقالت مصادر متطابقة من داخل شركة النفط لـ"المصدر أونلاين" بأن مدير
مكتب المدير العام التنفيذي للشركة يشرف بنفسه على إدارة هذه الأزمة وإعاقة
عمليات بيع وتوزيع المشتقات داخل العاصمة صنعاء والمحافظات، مشيرة إلى أن
المذكور، يمارس ضغوطاً على فروع الشركة في العاصمة والمحافظات لتوقيف
عمليات البيع والتوزيع الطبيعية، وهو ما تسبب في تفاقم هذه الأزمة بصورة لم
يسبق لها مثيل في تاريخ اليمن.
وبحسب مصادر شركة النفط فإنه يتم صرف كميات كبيرة من الوقود لبعض الشركات
الكبرى كشركات المقاولات والخرسانة، وبأوامر من قبل بعض قيادات شركة النفط،
على حساب توفير الوقود لمشاريع المياه والمخابز والمزارعين وغيرها من
المصالح والمنشآت الحيوية الهامة المرتبطة مباشرة بحياة المجتمع اليومية.
وتعطلت معظم المنشآت الحيوية والمخابز وغيرها وأغلقت أبوابها، بينما عملت
بعضها على تسرسح عمالها نتيجة عدم حصول أصحابها على حصصهم من الوقود،
وصعوبة الحصول عليه وارتفاع قيمته بأسعار خيالة لدى بائعي السوق السوداء-إن
وجد- متجاوزاً ضعف الأسعار العالمية الحرة لمشتقات النفط..!
وتكتظ معظم محطات الوقود الأهلية والحكومية هذه الأيام بطوابير طويلة جداً
تمتد عدة كيلو مترات من السيارات، حيث ترابط أمام المحطة الواحدة آلاف
السيارات لعدة أيام دون أن يحصل معظمها على حاجتها من الوقود، نتيجة توقف
شركة النفط عن تزويد جميع المحطات بحصصها من المشتقات ولو بالحد الأدنى من
الحصص.
ومنذ مغادرة الرئيس صالح إلى السعودية للعلاج إثر إصابته في الهجوم الغامض
على دار الرئاسة في 3 يونيو، توجه الاتهامات لأقارب صالح الذين يسيطرون
على جزء من أجهزة الجيش والأمن، بممارسة سياسة العقاب الجماعي ضد أبناء
الشعب اليمني من خلال الإمعان في تشديد الأزمات المفتعلة في المشتقات
النفطية والغازية ومنع وصول إمداداتها إلى العاصمة والمحافظات، إضافة إلى
إجبار مسئولي الكهرباء على استئناف عمليات قطع التيار الكهربائي الغير
مبررة وإغراق سكان العاصمة صنعاء ومعظم المدن اليمنية في الظلام بلا كهرباء
طيلة ساعات اليوم، في محاولة لخنق المجتمع اليمني وإحداث حالة انهيار
اقتصادي شامل تنفيذاً للمخطط المشبوه الذي ظل الرئيس صالح يهدد به اليمنيين
والمجتمع الدولي قبل إصابته في حادثة الرئاسة، حيث لم تتوقف محاولات صالح
ونظامه منذ فترة الساعية لجرّ اليمن نحو والانفلات الأمني والحرب الأهلية
وتفجير الأوضاع عسكرياً بهدف الالتفاف على استحقاقات الثورة الشعبية
السلمية القائمة منذ نحو خمسة أشهر للمطالبة برحيل النظام.