الانتحار هو الحل .. اقتلني يا سليم !
بسم الله الرحمن الرحيم .. مش قادر خلاص !!! مش لاقي غير الانتحار !! ؟؟ يا عم دي عيشة تقرف ..مشاكل و قرف و هموم .. كل حاجة في الدنيا دي خنيقة , و ما فيهاش حاجة حلوة ..نفسي أموت بقى و أخلص من الهم و الخنقة و المشاكل دي ..نفسي أموت بقى و أستريح ... سليم .. سليم .. ...سليييييييييييييييييييييم .. (اقتلني يا سليم) استنى يا سليم .. لحظة بس هكلم الراجل , و بعدين لو أصر إنك تقتله ابقى تعالى ..استنانا بره دلوقتي يا سليم . . بص يا سيدي .. أنا معاك إن الدنيا وحشة و خنيقة و مليانة هموم و قرف و مشاكل ..بس هي دي طبيعتها : طُبعت على كدرٍ و أنت تريدها *** من غير أقذاءٍ و لا أكدارِ و مكلف الأشياء ضد طباعها *** متطلبٌ في الماء جذوة نارِ و الدنيا دي أوحش و أسوأ مما تتصور .. لدرجة أنها ملعونة .. !!! قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم- : " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله و ما والاه و عالما أو متعلما "بل دي لازم تبقى خنيقة أصلا .. اسمع لقول الرسول –صلى الله عليه و سلم- : "الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر"عارف يعني ايه سجن ؟؟يعني طبيعي إنها تبقى خنقة و شقاء و عناء و بلاء و بكاء واء واء واء يبقى الحاجات اللي بتحصل لك في الدنيا دي طبيعية .. و لازمة من لوازم الدنيا .. لكن اللي مش طبيعي إنك تتمنى الموت و يبقى نفسك تنتحر و تخلص من حياتك دي .. أنا عارف أكيد إنك عارف إن الانتحار حرام .. صح ؟بس أنا هفكرك بحديثين بس .. قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم- : " من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا و من شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا و من تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا " و الحديث الثاني : " كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح ، فجزع فأخذ سكينا ، فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات ، قال الله عز وجل: بادرني عبدي بنفسه فحرمت عليه الجنة " و مش عاوزين نتكلم كتير في النقطة دي لأن متهيا لي كلنا متفقين إن الانتحار حرام ..لكن هو بس من كتر الهموم و المشاكل الواحد بيتهيأ له إنه هيكون أرحم من الدنيا دي .. بس هو مش كده خالص .. و لو أنّا إذا متنا تُركنا *** لكان الموت راحة كل حيِ و لكنّا إذا متنا بُعثنا *** و نُسأل بعده عن كل شيءِ ده حتى تمني الموت بس .. حرام .. –و هتعرف ليه لما أقول لك على فايدة الدنيا في الآخر- و الأدلة على ده كتير .. قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم - : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد متمنيا الموت فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي " طيب هو الرسول أصلا لا ينهانا إلا عما يضرنا , و لا يأمرنا إلا بما ينفعنا ..طيب افرض مثلا إن الانتحار ما كانش حرام !!!كان هيبقى تمني الموت برضه حلو ة لا لأ ؟؟ كان هيبقى برضه وحش و هتبقى خسارة كبيرة لو الواحد انتحر ..و أقول لك ليه ... فاكر أيام الدراسة .. و وجع القلب و المذاكرة و الزنقة السودة ساعة الامتحان .. حيث (يُضرب) المرء أو يهان .. لما تكون في الامتحان أبو 3 ساعات – ربنا ما يعيدها أيام – و تيجي مش عارف شوية أسئلة .. و وقفت مش عارف تحل ..بتعمل ايه ؟؟ أكيد بتسلم الورقة و تطلع على طول من اللجنة بعد نص الوقت علشان تستريح من الضغط النفسي اللي في اللجنة .. صح ؟؟صح ايه ؟؟ ده غلط خالص .. ده انت بتقعد تعصر دماغك أو تحاول (تستعين بصديق) لحد آخر ثانية في الوقت لحد ما المراقب ييجي و يشد الورقة منك .. صح ؟؟ طيب ما هي الحياة = ابتلاء = امتحان يبقى لازم تحاول و تحاول تتغلب على العوائق و الأسئلة الصعبة و الضغط النفسي لحد آخر لحظة .. علشان بعد ما تسلم الورقة و تشوف النتيجة ما تجيش تقول ياريتني كنت كملت الوقت للآخر !!فاهمني و لا ؟؟ طيب ما الرسول –صلى الله عليه و سلم- نهانا عن تمني الموت علشان كده .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا ، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب"" . رواه البخاري . و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه ، إنه إذا مات انقطع أمله ، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا "" . رواه مسلم . يعني يعني لو كنت بتعمل خير .. تزداد فيه ... و لو كنت بتعمل شر .. ربنا يتوب عليك قبل ما تموت .. و قبل ما تقفل باب التوبة بإيدك !! هتقول لي يا عم ده أنا بقائي في الدنيا أصلا جاي عليا بخسارة .. لأني كل يوم بتزيد سيئاتي و (بنيل الدنيا) أكتر .. بص يا( CD)=(سي دي)=(سيدي) هو تمني الموت له أسباب كتيرة .. منها : (1) إن الواحد يبقى مضيع و بيعمل بلاوي كتير-و ده هنتكلم عليه في الآخر خالص علشان نفضفض و ناخد راحتنا- ..و منها (2) إن الواحد بيكون زهقان من المشاكل اللي حواليه ليل نهار أو السبب الأخير (3) إنه يكون (زهقان و خلاص) و ما لهوش نفس يعيش ..و خلينا نتكلم عن كل سبب من دول باختصار . . . . نبدأ بحكاية الهموم الكتير و المشاكل اللي بتخلي الواحد يتمنى الموت ... بص يا عمي .. هو لما عربيتك (الهيونداي) بتعطل .. بتروح لمين ؟؟أكيد بتروح للناس اللي صنعوها ... بس مش في كوريا طبعا .. بتروح التوكيل علشان هم أعلم الناس بالأعطال في الحاجة اللي صانعينها ... طيب ما ربنا هو اللي خلقك .. (الذي خلقك فسواك فعدلك) .. و ربنا اللي وضعك في هذه الدنيا .. في الوقت ده في الزمان ده في الظروف دي , بالاسم ده , في العائلة دي ..يعني كل حاجة انت فيها ربنا يعلمها .. و هو اللي خالقك .. و يعلم إنك هتستحمل اللي انت فيه ده .. (ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير) .. أكيد يعلم .. و هو بهم لطيف و خبير .. فلما تعرف إن ربنا اللي خالقك يعلم إنك قد اللي انت فيه ده و تقدر تستحمله بل كمان بيعطيك ثواب على اللي انت فيه ده , قال رسول الله : " ما يصيب المسلم من نصب و لا وصب و لا هم و لا حزن و لا أذى و لا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " يعني أي أي حاجة هتصيبك .. سواء هم أو غم أو مشاكل أو حتى كوعك اتخبط في حاجة .. سيكفر الله بها من خطاياك ..لما تعرف كل ده .. يبقى أكيد إن شاء الله تقدر تستحمل اللي انت فيه ..و لا تتمنى الموت بسببه ... و للمزيد عن النقطة دي ياريت تقرأ موضوع سابق لنا بعنوان (إيييييييييه دنيا !! ) النقطة التانية اللي الواحد ممكن يتمنى الموت علشانها .. هي .... مش عارف ؟؟؟ !!! أنا زهقان و خلاص .. مخنوق من الدنيا من غير سبب .. مع إن (القشية معدن) و الفلوس موجودة و مافيش مشاكل .. بس أنا زهقان منها و خلاص ..ماليش نفس أعيش .. . . أقول لك ياسيدي .. هل قرأت قبل كده الآية دي : قال تعالى: { ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى }. وقال تعالى: { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون }. يقول ابن القيم : فأهل الهدى والإيمان لهم شرح الصدر واتساعه وانفساحه وأهل الضلال لهم ضيق الصدر والحرج . وقال تعالى: { أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه }. فأهل الإيمان في النور وانشراح الصدر وأهل الضلال في الظلمة وضيق الصدر . يعني لو جيت تراجع نفسك و تشوف أسباب الخنقة اللي من غير سبب دي هتلاقي إن السبب هو التقصير في العبادة و البعد عن الله عز و جل .. قال أحد السلف : "إذا قصر العبد في العمل .. ابتلاه الله بالهموم" يعني شوف كده بقا لك قد ايه لم تصلي بخشوع مثلا ..أو لم تتدبر القرآن أو أو ...و لأن القلب لا بنصلح حاله إلا بالقرب من الله عز و جل ..و اسمع لكلام ابن القيم في الموضوع ده : "إن في القلب فاقة لا يسدها شيء سوى الله تعالى أبدا وفيه شعث لا يلمه غير الإقبال عليه وفيه مرض لا يشفيه غير الإخلاص له وعبادته وحده فهو دائما يضرب على صاحبه حتى يسكن ويطمئن إلى إلهه و معبوده فحينئذ يباشر روح الحياة و يذوق طعمها و يصير له حياة أخرى غير حياة الغافلين المعرضين عن هذا الأمر الذي له خلق الخلق ولأجله خلقت الجنة والنار وله أرسلت الرسل ونزلت الكتب ولو لم يكن جزاء إلا نفس وجوده لكفى به جزاء وكفى بفوته حسرة وعقوبة " أظنك دلوقتي فهمت إيه سبب الخنقة اللي من غير سبب الي بتخليك كاره الدنيا و نفسك تنتحر دي .. و برضه كنا اتكلمنا عن النقطة دي قبل كده في موضوع بعنوان ( لما تبقى مخنوق .. ليه ما تشربش بمناخيرك ) آخر نقطة بقى و اللي ما اتكلمناش عليها قبل كده .. لما تكون عاوز تموت علشان (العملية بايظة بايظة) و على كلامك إن كل يوم سيئاتك بتزيد أكتر .. و كل يوم جاي عليك بخسارة .. يعني كل ما أموت بدري يبقى احسن ..... أقول لك ... انت غلطان جدا قوي خالص