يطالبون بمحاربة الفساد.. ونسوا أنفسهم
الإثنين , 10 مايو 2010 م
محمد أحمد عباد الدويل
في هذه الأيام أصبح الكل يردد ويطالب بمحاربة الفساد في المهرجانات والمقايل والباصات وسيارات التاكسي وفي البرامج التلفزيونية والإذاعية والصحف والمجلات وفي ورش العمل والندوات والمؤتمرات وغيرها من المواقع والأماكن.. ويلاحظ أن الذين يطالبون بمحاربة الفساد وبصورة انفعالية وحماسية هم الذي كانوا في فترة من الفترات متقلدين مسؤوليات قيادية كبيرة، في البلاد ومنهم من كان محافظاً أو وزيراً أو مدير عاماً أو مدير إدارة إما في السلطة القضائية أو في المؤسسات الأمنية والعسكرية وغيرها.. يتحدثون عن الفساد ومحاربته ويطرحون الآراء والمقترحات بأسلوب حماسي يراد منه كسب تعاطف الشعب.. بينما الشعب يعرفهم تمام المعرفة كيف كانوا.. وكيف أصبحوا ... كانوا لا يملكون شيئاً.
ان هؤلاء الذي كانوا متحملين مسؤوليات قيادية في مرافق ومؤسسات الدولة أصبحوا اليوم بدون مناصب ومسؤوليات وحلت محلهم كوادر أخرى... عليهم بأن لا يطالبوا بمحاربة الفساد لأنهم عندما كانوا مسؤولين كسبوا الكثير وأصبح لدى البعض منهم أكثر من سيارتين وعدة منازل وفلل ووظفوا أبنائهم وأقاربهم وملكوا الأراضي الشاسعة والشركات التجارية الخاصة.. عليهم أن يتذكروا اليوم الموعد الذي سوف نقابل فيه ربنا سبحانه وتعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. كما يجب على هؤلاء أن ينتظروا حتى يوم الانتخابات القادمة في عام 2011م وفي حالة فوزهم وشكلوا حكومة عليهم محاربة الفساد.
إن محاربة الفساد لا يحق لأي مسؤول أي قيادي كان في الدولة وأصبح اليوم بدون مسؤولية التحدث عن محاربة الفساد.... بل الذي يحق له التحدث عن محاربة الفساد هم مناضلو الثورة اليمنية 26 ستبمبر و14 أكتوبر.. الذين ناضلوا ضد الإمامة والاستعمار في شمال اليمن وجنوبه وشرقه وغربه.. المناضلون الذين حققوا الوحدة اليمنية والتي سوف نحتفل بذكراها الـ "20" أن الذين يحق لهم التحدث عن محاربة الفساد.. فئات الشعب الفقيرة الصابرين على الحلوة والمرة في بلادهم الجهورية اليمنية.
أن الهيئة الوطنية لمحاربة الفساد عليها مسؤولية كبيرة في الإسراع باتخاذ الإجراءات القانونية والصارمة لكشف الفاسدين من المسؤولين السابقين والحاليين وتقديمهم للقضاء لمحاكمتهم محاكمة عادلة على ما ارتكبوه من مخالفات مالية والكسب الغير مشروع أثناء تحملهم مناصب في الدولة.. كما يجب على الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد نشر أسماء الفاسدين في الصحف الرسمية والأهلية ووسائل الإعلام الأخرى مع وظائفهم ومن أين جاءتهم الثروات.
أن الهيئة قد مضى على تأسيسها خمس سنوات ولم نرَ حتى الآن فاسدين سيقوا إلى القضاء وعرف الشعب حقيقتهم وأصحبوا عبرة لغيرهم.<