Hitskin.com

كلمات مختارة من محاضرة لسماحة الأب القائد آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم لإدارات مشاريع التعليم في البحرين،

1. أقول إذا كان أهل الدنيا، إذا كان الناس يشتري واحدهم المتر المربع من الأرض الزائلة بكل ما فيها، "يوم تبدل السماوات غير السماوات والأرض غير الأرض" ،المتر الذي تبقى لنا علاقة معه لو اشتريته وأنا طفل ، فعلاقتي معه علاقة سبعين سنة، أكثر، أقل. مع ما في هذه العلاقة من عذابات وشقاء، دعونا بحث عن واحد في العالم كله، من أنبياء الله ورسله، إلى جبابرة الأرض وطغاة الأرض، هل من واحد من الناس الأولين والناس الآخرين خلصت حياته لذة وسعادة؟ لا يوجد ، لا على مستوى الأنبياء، ولا على مستوى على الطغاة، على مستوى روحي صحيح، لكن على مستوى جسدي كانوا يعانون، على مستوى اجتماعي كانوا يعانون، وإذا كان النوم الصحي ثمان ساعات كم بقي من اليوم؟ ستة عشر ساعة، كم فيها من هم، وكم فيها من مضايقات؟

2. على كل حال هل يتوفر الإنسان على خلاصة عشر سنوات من عمره هي سرور؟ هل عشت أنا من ملك، من رئيس، من فخامة الرئيس إلى سمو الأمير، إلى جنابة الملك، في الدنيا كل الدنيا، هل تجتمع عشر سنوات خلاصة من العمر، من متوسط عشر سنوات من سرور؟ لا يوجد، من أجل هذه الحياة بكل متاعبها وشقائها، نشتري المتر بخمسمائة دينار وأكثر من خمسمائة دينار، مع هذه العلاقة المحدودة، فالعقل بما ينصح؟ بما ينصح؟ الفطرة بما تنصح؟ المصلحة بما تنصح؟ في مسألة شراء المتر المربع في الجنة؟ متر مربع فقط، وليس كما وعدنا، وفي الرواية أن أقل أهل الآخرة شأنا هناك يستطيع أن يستضيف أهل الدنيا بكاملهم، فكم نشتري المتر في الجنة؟

2. مطلوب منك حبيبي ساعة، ساعة ونصف، ساعتين، فلنحمد الله عز وجل الذات، لا نحس بأننا متطوعون، وبأننا متفضلون على دين وعلى أخواننا، ليكن أحدنا بهذا المستوى، فليحمد أحدكم الله على أن وفقه على أن جعله من قادة الجنة وليس من قادة النار، والقائد إلى النار أين يكون؟ فرعون أمام قومه إلى النار، ولابد أن يسبقهم، لابد أن يتبوأ الموقع الأول النار. فليحمد أحدكم الله عز وجلّ على أن هداه لدينه، أكبر نعمة، نحن نسر بنعمة أخرى، نعمة اليدين،و أي ثلمه في هذا البدن نعيش معها كارثة، ونعيش معها مأساة، وننسى نعمة أكبر، المصيبة في نعمة الدين أفضع، المصيبة في نعمة الدين هو كارثة كبرى

3. على كل حال نحن أبناء مجتمع مؤمن له هويته الخاصة، وانتماءه الخاص، وطابعه الخاص، دعونا نفكر قبل أن تبذل ساعة واحدة في اليوم من أجل التدريس أو أكثر من ساعة، قبل أن أصلي، وقبل أن أصوم، وقبل أن أعطي خمسا أو زكاة. دعونا نفكر أن هذه الدين يستحق أو لا يستحق؟ أنا على الطريق الصحيح أو لست على الطريق الصحيح؟

4. أنا عندي بصيرة، و عندي خياري الشخصي، الذي حددته ودرسته وقارنت،فاخترت هذا الطريق، طريق القرآن، طريق أهل البيت عليهم السلام، بما فيه من تضحيات، بما فيه من حرمان، بما فيه من مخاوف. هذا أنا اخترته، ومختار أنا أعطي، وما أريد العطاء من عند الآخرين، وأنا على بصيرة ولو كفر كل الناس أن أبقى مؤمنا، لو فارق كل الناس علي عليه السلام لأمسكت بحجزته سلام الله عليه، هذا يحتاج إلى بصيرة، هذا يحتاج إلى إنسان فهم الدرب تماما، ودرس كل العروض، دخل كل التجارة، ورأى كل العروض، واختار هذا العرض، عرض الآخرة على عرض الدنيا، واختار نعيم الآخرة على نعيم الدنيا، وكفر بالشيطان وجنده، وآمن بالرحمن وحزبه. أكون أعرف. ليس بعد عشرين سنة، ستين سنة، آه راح عمري ولم أتلذذ، لم يزني والمستجار بالله، لم يسرق، ما صار عنده عمالة مع أصحاب المال، وأصحاب الجاه؛ ليبن قصرا، لا يأسف.

5. أنتم جئتم وتقدمتم كرعيل مبارك، تقدمتم لهذه المهمة، وضحيتهم بوقتكم وقتم بهذه المهمة، كم سيثيبكم الله عز وجلّ على هذا العمل الجليل؟ وكم يكون لكم في المؤمنين؟ وكم يكون لكم من جميل على المؤمنين حين تقومون بهذه المهمة؟ الله أكرم الأكرمين، أنت أعطيت ساعة يا ولدي، أعطيت شيء من العمر المملوك لله، أعطيت شيء من النظر بالعين المملوكة لله، أعطيت من الفكر الذي وهبك الله إياه تبارك وتعالى، أعطيت شيء من العلم الذي رزقك الله إياه، هذه عطايا عندك أطعت الله بوضعها في موضعها، كل ما هناك هذا، أطعت الله عز وجلّ في وضعك لها في موضعها. فيأتي ثواب الله بما لا سمعت أذن، ولم ترى عين، ولابد أن نتذكر هذه الكلمة المنقولة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس"، والشمس تطلع على كل كنوز الدنيا، وكل حقول الدنيا، وكل قصور الدنيا، وكل الثروة الصناعية في الدنيا، تطلع على كل هذه الخيرات، وإذا بك لك عند الله خير مما طلعت عليه الشمس، خير من كل هذه المجموع، فليطمع الطامعون، وليتنافس المتنافسون،

نديم ، الحب ، برنامج ، تحميل ، دليل ، مسلسل ، انشوده ، جديد ، كامل

المنتديات للبيع :

للتواصل واتساب

967772204567+

6. فالمخاطب لتوصل الإسلام إلى الجيل الآخر، إلى الجيل القادم هو هذا الجيل بكل من فيه، وكل على حسب ما أتاه الله من علم وفهم ودراية، فليس نافلة أن ينشأ مركز علمي واجتماعي بهدف صوغ المجتمع على أساس الدين في كل مسجد وفي كل حسينية وفي كل مؤسسة وأن لم تكن مؤسسة من الطراز الحالي ففي كوخ، فالمركز معنا قبل أن يكون مادة، فالمركز فكر، رؤية، تصميم، إرادة، تحمل مسؤولية، فاعلية، هادفية، نشاط وحيوية، قبل أن يكون مبناً يزخر بالزخارف. ليس نافلة أن ينشأ مركز في كل مدينه في كل حيَّ، ونحتاج بالفعل إلى عقل مركَّز في كل بيت، أولا لتعليم هذا الجيل، ولتفهيم هذا الجيل إسلامه، ثم لحمل الإسلام إلى الجيل القادم، هذه مسؤولية لا فكاك لرقابنا منها، ومن لم يكن له علم فله مال، ومن لم يستطع بمال ولا علم يعلَّمه، فإن يستطيع أن يشارك بالحضور درس العلم، أو درس المحاضرة، ويستطيع أن يشارك بتلقي الكلمة.

7. ما من عجوز ولا شيخ طاعن في السن ولا شاب، إلا وهو شريك في تحمل هذه المسؤولية، وغدا نحاسب جميعا لو فرطنا في وظيفة تنضيج الإسلام في الأذهان والنفوس، وتبليغ الإسلام وتوصيلة إلى العقول والقلوب، والإسلام لا يكون تبليغه إلى العقل فحسب، وإنما مع تبليغه للعقل، لابد من تبليغه للقلب؛ من أجل أن يحتضنه، وينفعل به،ويتحول إلى مشاعر حارة تحرك الخطى السديدة على الصراط. الأفكار لا تحرك رجلا ولا يدا ولا تضبط جارحة من الجوارح وتضعها على الطريق ولا تدفع إلى الأمام، ولا توقف رجلا ولا يدا، ما لم تتحول إلى مشاعر جادة، مشاعر فواره داخل النفسـ تحب الخير وتبغض الشر، تقدس الفضيلة وتقبح الرذيلة، تأنس بالخير وتستوحش من الشر.

8. فلتكن الأفكار أفكارا سامية، لكنها إذا لم تتحول إلى مشاعر فلن تصحح الحياة، فعميلة التعليم والتبليغ والتوصيل، لابد أن تأخذ طابع عملية التربية التي تعني تنمية الفكر تنمية النفس على المسار الصحيح. النفس بمشاعرها، بطموحاتها، بمخاوفها، برغائبها، بإرادتها، هذا لا أحد منا يصححه أسلوب آخر من التربية وهو غير أسلوب التعليم، أنه الترويض، فلابد من تعليم يعالج قضايا العقل، ولابد من ترويض يرتفع بمستوى النفس.

9. عملية التعليم، وعملية أنشاء المراكز التعليمية التربوية، وظيفة أساس من وظائف المجتمع المسلم، وهي وظيفة دينية ضرورية، تحملنا أياها المسؤولية التي ألقائها الله سبحانه وتعالى بما أتمننا عليه من أمانة الدين، وهي كما سبق أول الأمانات وأهم الأمانات، بها تنحفظ كل الأمانات و بها تضيع، تنحفظ لو حفظت، تضيع لو ضيعت.

10. مسؤولية أخرى هي مسؤولية التواجد في المجتمع المسلم، أن يتحول الإسلام إلى حياة مجتمع، ولا يكفي أن، بتحول الإسلام القرآني، وإسلام السيرة والسنة، لا يكفي بأن يتحول أفكار فردية، أو إلى مشاعر فردية باردة لم تبلغ حد الفوران الذي يحرك عمليا، ولا يكفي أن يتحول الإسلام القرآني، وإسلام السنة الطاهرة إلى سلوك فردي؛إنما لابد أن يتحول الإسلام إلى حياة اجتماعية، وطريق إلى هذا الهدف هو ما سبق من تعميم الإسلام، والتربية على الإسلام في البعد العقلي، والبعد الفكري، والبعد النفسي، فحيثما تحول الإسلام إلى مشاعر حارة وساخنة، وجدناه إسلاما على الأرض، في مؤسسات اجتماعية واقتصادية وسياسية، ويطبع كل مرافق الحياة ومؤسساتها وجنباتها.

11. من أراد أن يكون مسلما لم يسعه على الإطلاق في حال القدرة أن يخرج من هذه الحياة من غير أن يترك فيها أثرا طيبا، ويزرع للآخرين، ويصلح الوضع الإنساني ويتقدم به، والإسلام أمانة في الأعناق، ورسالة كبرى لا يصح أن تتوارى من على وجه الأرض، وشمس لا يصح أن يصيب جوها غبار، ما دام مسلم يستطيع أن يزيح كل الضباب، وكل الغبار، وكل الموانع من أمام رؤية الإنسان إلى تلك الشمس.

12. حين نزرع حب الإسلام ونأصل للإسلام تربويا؟ أو بالأصح نربط النفس الإنسانية بأصولها الدنية المغروسة فيها من ناحية تربوية؟ أترانا حين نفعل كل ذلك نفعل نافلة؟ ونمارس دورا تطوعيا؟ لا والله. أنه واجب حتمي، كل الأمة تكون معاقبة، وكل الأمة يمكن أن تلقى في جهنم مدحورة مخزية، لو مات الإسلام على يدها في جيل من أجيالها، لكان ذلك الجيل من أهل جهنم، أنه واجب حتمي، كلما هناك أنهم قالوا في التصنيف الفقهي، بأن هذا واجب كفائي، لو قامت به جماعة لسقط الخطاب عن الجميع، أما لو فرط فيه الجميع لاستحق الجميع العقوبة.

13. فمسألة تعليم الأولاد دينهم، وتقويم خلقهم، وربطهم بخط الدين والعلم، مسألة واجبة وحتمية في شريعة الله، وإذا كان تعليم الدين واجب بالمقدار الذي يحفظ الدين في الجيل القادم، ويبصر الجيل القادم ولو بوظائفه الدينية الأولية، وواجباته الدينية الرئيسة، فإن زرع حب الدين هو واجب آخر، والتربية الدينية الصحيحة لا تتقوَّم بإيصال المسائل العقيدية، والمسائل الفقهية، والمسائل الأخلاقية إلى ذهن الجيل الجديد، هناك لابد من مقوَّم آخر، وهو بالغ الضرورة جد جدا، هو أن نزرع حب الله وحب رسله وأوليائه، وحب دينه، بالإضافة إلى أن نزرع الإيمان بضرورة الدين، وبأن مصلحتنا ضياع حين أن ننفصل عن الدين.

والحمد لله رب العالمين

نديم ، الحب ، برنامج ، تحميل ، دليل ، مسلسل ، انشوده ، جديد ، كامل

المنتديات للبيع :

للتواصل واتساب

967772204567+

» أنبياء أهل القرية
» مقارنة بين تكلفة ساعة مكة ومشاريع عملاقة في العالم
» أفضل شيء عند الشباب والبنات...جبت لكم موضوع مرررره رهيب.................................................
» مطول ما ضحكت ؟؟؟بليز لحد يزعل وش يسوي الاولاد والبنات قبل الامتحان
» منتدى التعليم الثانوي بـسفـيزف

Hitskin.com

نحن ومشاريع التعليم في القرية (البنين والبنات)