«عجوز» أمية تحفظ القرآن وتتأهل إلى «اختبار الخاتمات» بثقة
الرياض، حوار - منصور الحسين
الموهبة والإبداع لا يقتصران على الصغر ولا ينفرد بهما المتعلمون، ولكن هناك مواهب قد لا يتم اكتشافهم إلا في مرحلة متأخرة، وقد لا يكتشفها المختصون، بل تُكتشف من قبل أصحابها إذا كان لديهم إيمان كامل بما يسعون إلى تحقيقه من انجاز، والموهبة التي نتحدث عنها ليست صغيرة أو شابة ولكنها امرأة تجاوزت 84 عاماً، أمية لا تقرأ ولا تكتب نهائياً، ولكن لإيمانها بأهمية وفضل حفظ القرآن الكريم، والأجر العظيم لمن يحفظه، فهي لم تتكاسل تحت عذر أنها أمية أو كبيرة في السن ويصعب عليها أن تحفظ، لكنها بادرت وانضمت إلى إحدى مدارس تحفيظ القرآن الكريم المسائية في الرياض، وأتمت حفظ القرآن في مدرستها النسائية، بل واجتازت اختبار الخاتمات في المدرسة، وتأهلت إلى الاختبار على مستوى الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض.
وقد تم إجراء الحوار مع «أم طلال المطيري» حافظة القرآن الكريم بالتنسيق مع الأستاذة «مها العيد» مديرة مركز الإشراف رئيسة لجنة اختبار الخاتمات في معهد الغرب، وفيما يلي نص الحوار:
* كم أخذ منك حفظ كتاب الله؟
- تقريباً عشر سنوات، فقد كنت أهتم بإذاعة القرآن كثيراً، ووجدت فيها الخير والبركة.
* هل وجدتي صعوبة في حفظ القرآن الكريم؟
- لم أجد ولله الحمد أي صعوبة في ذلك، وهذا مصداق قوله الله تعالى: «وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ»، وللمعلومية فإن القرآن شفاء للقلوب والأبدان، والحمد لله فمنذ أربع سنوات لم أزر المستشفى.
* ماذا تقولين لمن لم تستطع حفظ القرآن الكريم؟
- لابد من التدبر، وأبشركم أصبحت ما أتجاوز آية إلا أعلم عن ماذا تدور؟، سواء وعيد أو بشارة أو ترغيب، ألم يقل في الآية: «أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»، وحقيقةً من يسمع بقلبه لابد أن يفهم ويتدبر ويحفظ.
*هل كان للمعلمة دور في حفظك؟
- المعلمة لم تُقصر، وأبدت اهتماماً كبيراً بي، إلا أنها تنشعل بالطالبات، وهذا ما جعلني أراجع وأكرر مع الشريط.
* هل كانت دراستك في مدرسة «البينات» للتحفيظ بشكل متواصل أم متقطع؟
- كانت بشكل متواصل، حيث لم أغب عن المدرسة ولو ليوم واحد.
* هل لأحد دور في مراجعتك؟
- مديرة المدرسة الأستاذة «عابدية عرب».
* لابد أن يكون وراء هذا الحفظ متابعة، من أعانك الزوج أو الأبناء؟
- لا لم يكن هناك أحد يشجعني على الحفظ.
* حياتك بصورة سريعة؟
- كنت أعيش في البراري الشمالية «منطقة حائل» متنقلين من مكان إلى مكان.
* متى تم الاستيطان في المدينة؟
- بعد أزمة الخليج بأربع سنوات.
* هل وجدتِ نفسك في المدينة؟
- لا لم أجدها، بل أرغب في العيشة الأولى، لكن الأبناء لا يرغبون بها، ويطلبون مني الذهاب معهم والجلوس عندهم، لكني أرفض لأن «المسجل» كان جليسي.
* بعد أن حفظتِ كتاب الله هل شجعتِ إحدى بناتك على الحفظ والالتحاق في الدار؟
- للأسف أن بناتي غير متعلقات بحفظ كتاب الله، بل أن أكثر ما يتعلقن به هو الموضات والماركات!.
* ماذا وجدتِ في حفظ كتاب الله؟
- وجدت الراحة والطمأنينة، ووجدت شيئاً لم أجده في الدنيا -عندها فاضت مدامعها-.
* آية أثرت في نفسك؟
- قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ»