واشنطن لن تبقي في العراق بعد 2011 سوى حفنة من جنودها يعدون بالمئات
الجمعة, 13 أغسطس 2010
واشنطن - أ ف ب -
أكدت الولايات المتحدة ان وجودها العسكري في العراق بعد انسحاب كامل قواتها المقرر نهاية 2011 لن يزيد عن بضع «مئات» من الجنود، على رغم المخاوف التي اعرب عنها الجيش العراقي لجهة عدم جاهزيته لتسلم المهمات الأمنية قبل 2020.
وفيما أعلن رئيس الأركان أن انسحاب القوات الأميركية نهاية 2011 سيكون سابقاً لأوانه، اكد مستشار نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الأمن القومي، انتوني بلينكن ان هذا الانسحاب حاصل لا محالة.
وقال بلينكن خلال مقابلة مع وسائل اعلام عدة : «سنفعل في العراق ما نفعله في بلدان العالم التي نقيم معها علاقات في المجال الأمني تشمل بيع تجهيزات (عسكرية) اميركية او تدريب قوات».
وأوضح انه داخل سفارتها في بغداد وتحت اشراف رئيس البعثة الديبلوماسية ستستحدث الولايات المتحدة «مكتباً للتعاون الأمني»، سيكون صلة الوصل بين الجيش الأميركي والقوات العراقية.
وأضاف مستشار بايدن الذي يتولى الملف العراقي في البيت الأبيض، «في العادة هذا الأمر يتطلب عدداً قليلاً من العسكريين»، مضيفاً «ولكن عندما اقول قليلاً لا اعني آلاف الجنود، بل العشرات او ربما بضع مئات، هذا بالضبط ما يجب ان يحصل».
وتأتي هذه التصريحات قبل ثلاثة أسابيع من الموعد المحدد لإنهاء مهمة القوات القتالية. وقبيل ساعات من تصريح بلينكن اكد البيت الأبيض ان الجيش الأميركي يتقدم وفق «المهل المحددة» لإنهاء مهمته القتالية نهاية آب (اغسطس) الجاري.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس «اننا نعمل ضمن المهل لإنهاء مهمتنا القتالية» في العراق.
وجمع أوباما صباح الأربعاء فريقه للأمن القومي من مدنيين وعسكريين لمناقشة الوضع في العراق، في وقت لم يتم حتى الآن تشكيل حكومة في بغداد بعد خمسة اشهر على الانتخابات التشريعية.
ومن المقرر ان ينهي الجيش الأميركي، الذي ينشر حالياً حوالى 64 الف عنصر في العراق، مهمته القتالية في هذا البلد في 31 آب (اغسطس) طبقاً لخطة اعلنها اوباما عند توليه مهمات الرئاسة مطلع 2009.
اما الـ 50 الف جندي الذين سيبقون في العراق بعد هذا التاريخ، فمن المقرر ان يتم سحبهم بالكامل بحلول نهاية 2011.
وعلى رغم التراجع النسبي في اعمال العنف في العراق، الا ان هذا البلد لا يزال يشهد هجمات واعتداءات دامية، وقد سجل سقوط ستين قتيلاً على الأقل نهاية الأسبوع الماضي. وقتل الأربعاء ثمانية جنود عراقيين في انفجار داخل منزل شمال شرقي بغداد.
وانعكست هذه المخاوف الأمنية في تصريح رئيس اركان الجيش العراقي بابكر زيباري الذي اعلن الأربعاء وللمرة الأولى ان القوات العراقية لن تكون قادرة تماماً على تولي الملف الأمني قبل 2020 وستكون في حاجة إلى الدعم الأميركي حتى ذلك الحين.
وتعليقاً على هذا التصريح قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ان الولايات المتحدة «لديها اتفاق مع العراقيين» على موعد الانسحاب.
وأضاف «اذا تشكلت حكومة عراقية جديدة وإذا ارادت البحث (في موعد الانسحاب)، فنحن جاهزون للتفاوض، ولكن هذه المبادرة يجب ان تأتي من العراقيين».
وخلافاً لمخاوف رئيس الأركان العراقي اكد بلينكن، نقلاً عن الجنرال رايموند اوديرنو قائد القوات الأميركية في العراق، ان «الوضع على الصعيد الأمني يتطور ايجاباً».
وإذ اقر بأن وتيرة اعمال العنف قد تتصاعد مع اقتراب موعد الحادي والثلاثين من آب، قال بلينكن انه، على رغم عدم تشكيل حكومة عراقية جديدة، فليس هناك حالياً «فراغ في الحكم» كون الحكومة المنتهية ولايتها تتولى تصريف الأعمال في البلاد.