سمو الروح
ألمراقبة ألعـــامة
::::[بيـانـات العضـو]::: : مَُشَارِكآتي : 1056 نَقَّاطَيّ : 738 سَمِعَتيََ : 4 دولـتـي : جـنســي : المزاج :
معلومات واضافات Groups forum Nadim Love:
| موضوع: سبحانك لا اله الا انت انى كنت من الظالمين الأربعاء أغسطس 04, 2010 8:58 am | |
| (خواطر طبيبة مسلمة)
في أول عملي كنت دائمة البكاء و الحزن على مرضاي
و خاصة أنهم كانوا أطفال
أكبرهم لا يتجاوز السادسه عشره من عمره
نادانى ذات مره أحد أساتذتى و قال لي ضعي بينك و بين مرضاكِ حائط زجاج ترينهم من خلاله و لكن لا تنسي نفسك وسطهم
دائما حافظي على هذه المسافة بينك و بينهم
و حاولت بالفعل وضع حائط زجاج و نسيت مفتاحه معهم
فكثيرا ما تسلل احدهم ليحتل مساحة و مكان فى قلبى و تفكيري و حياتي و وجداني
أهتم لهمهم و افرح لفرحهم أفتقدهم إن غابوا و أسال عنهم و أحزن عندما أفقد أحدهم
و أملأ الدنيا أفراحا عند شفائهم
بإختصار..كل منهم أخذ مكانا في قلبي
أربع سنوات فى العمل مع مرضى الأورام التقيت فيها ب...(سارة)
سارة
لن أنسى أبدا يوم الأربعاء الساعه 3 ظهرا و أستاذى-صاحب نصيحه الحائط الزجاجى-ينادينى ليسلمنى مريضة جاءت من مستشفى خاص و يحكى لى قصة عبارة عن مضاعفات و جلطة في القدم و فى الرئة و انتشار المرض في العظام وووووووو و أنا وقتها و بعد نوبتجيه طوييييلة
و كل ما أحلم به هو العودة الى فراشي لأنعم بسويعات من النوم
تخيلت أنه يتحدث عن إمرأة طاعنة فى السن و أخذت اقول لنفسي
"هاأقعد جنبها النهارده و مش مروحه ديه قنبله مش حاله"
و دخلت حجرة جانبية أخبرني أنها تستريح على سرير فيها
وجدت فتاة رقيقة في الرابعة عشر من عمرها (قمر14) ترقد على تروللى الإسعاف و تسبح !
و اذا بكل تعبي و كل رغبتي في العودة لمنزلي تتبخر
و يحل محلها إعجاب بهذه الطفلة ((أقصد الآنسة الصغيرة))
تحدثت مع أمها و خالتها و عرفت أنها تحت العلاج منذ عام
و أن المرض منتشر و غاية فى الشراسة و كيف أنها مع كل هذا الإبتلاء ألا أنها صابرة
و تخفف عنهم
و دخلت سارة المستشفى و من قبل إنهاء اجراءات الدخول و كانت قد غزت هى و والدتها قلبى
كان المرض يأكل عظامها و كانت تبكي ألما و تمسح دموعها قبل أن تراها أمها
كنت أدخل حجرتها لأراها أجدها تصلى في سريرها و أقف أتأملها و أفكر أين الذين هم عن صلاتهم ساهون من هذه الصغيرة؟
أحضرت لي أمها فى يوم صورة و قصاصات صحف لأراها
الصغيرة كانتأاولى المحافظة في الشهادة الإعدادية و كانت بسم الله ما شاء الله آية فى الجمال
بنت تتمناها كل أم...بالتأكيد بلا مرضها
قالت لى و عبراتها تخنقها :أختها الأصغر ولدت فى نفس تاريخ مولدها بعد 10 سنوات و كأنها هديه الله لي لتكون عوضا لى عن سارة فى يوم من الأيام ثمانية أشهر كاملة عشت معها آلامها و أوجاعها
عشت معها عندما كانت تنزف بلا انقطاع و عشت معها عندما صارت لا تستطيع أن تتبول
و أراد زميلى وقتها تركيب قسطرة و كانت واهنة ضعيفة و بكت و كنت فى إجازة إمتحانات و نزلت من بيتي وأسرعت إلى المستشفى لأطمئن عليها
فى منتصف الليل... دخلت حجرتها و ربّت على كتفها و نظرت لي و ابتسمت أحيانا كنت لا أجد الأدوية المسكنة لها و كانت فى النهايه على (المورفين)
فكنت أدخل لأساتذتى و ما أن أبدأ في الكلام عنها حتى أنهار باكية وأبكيهم فيصرخون
"يا بنتي بس قولي عاوزة إيه و مش عاوزين نعرف ليه"
شهر رمضان كانت فى نزعها الأخير و مع ذلك أتمت حبيبتى قراءة القرآن الكريم
أتعلمون
أهدتنى كتاب "لا تحزن"و كتبت لى إهداء رقيق مثلها و كأنها كانت تعلم أنها راحلة و تطلب منى أن لا أحزن و كيف لي أن لا أحزن!
عروس زفّت إلى السماء
كانت تصلي ...يا من تترك الصلاة
ختمت القرآن.....يا هاجر القرآن
صبرت واحتسبت....يا من تتأفف وأنت غارق في النعم
سبحت لله بدلا من أن تصرخ...آااااااه بعد وفاتها بشهر جاءت والدتها لتعطينى الأدوية التى تبقت معها ليستفيد منها مرضى آخرون
عندما رأتني بكت وأنا بكيت
و احتضنتنى و احتضنتها و نسيت كل من حولي في المستشفى تذكرتها هي فقط و لن أنساها أبدا بتقواها بعفتها بطهارتها ببراءتها وبصبرها وبجلدها
يا الله
رحمك الله يا صديقتي
يا أختي
يا مريضتي
يا حبيبتي | |
|