الجزء الرابع ( الرحلة الرابعة )
من أعجب الرؤى
قال سمرة بن جندب: رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة أقبل علينا بوجهه فقال: هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا؟ فإن كان أحد رأى تلك الليلة رؤيا قصها عليه , فيقول فيها ما شاء الله
أن يقول . فسألنا يوما فقال هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا؟ فقلنا : لا . قال : لكن أنا رأيت رجلين أتياني
فأخذا بيدي . فأخرجاني إلأى أرض فضاء , أو أرض مستوية .
فانطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع . واذا آخر قائم عليه بصخرة , وإذا هو يهوي عليه
بالصخرة لرأسه فيثلغ بها رأسه , فيتدهد الحجر هاهنا , فيتبع الحجر يأخذه , فما يرجع إليه
حتى يصح رأسه كما كان , ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل بالمرة الاولى , قلت : سبحان الله !!
ما هذان ؟! قالا لي : انطلق .. انطلق
فانطلقنا فأتينا رجل مستلق على قفاه, ولاجل قائم على رأسه بيده كلوب من حديد
فيدخله في شدقه ( جانب فمه ) فيشقه حتى يبلغ قفاه ومنخريه إلأى قفاه وعينيه إلى قفاه,
ثم يخرجه فيدخله في شقه الآخر فيفعل كما فعل بالجانب الأول فما يفرع من ذلك الجانب حتى يصح الأول كما
كان , ثم يعود فيفعل به مثل ما فعل به المرة الأولى , قلت: سبحان الله !! ما هذان؟! قال: قالا لي : انطلق
فانطلقنا فإذا بيت مبني على بناء التنور أعلاه ضيق و
اسفله واسع , وإذا فيه لغط وأصوات , فاطلعت فإذا فيه رجال ونساء عراة , يوقد تحته نار فإذا أوقدت ارتفعت حتى كادوا أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها , فقلت: ماهذا ؟! قال: قالا لي : انطلق .. انطلق
فانطلقنا فأتينا على نهر أحمر مثل الدم , واذا في النهر رجل يسبح . وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة
فيقبل الرجل الذي في النهر فأذا دنا ليخرج , يأتي ذلك الرجل وقد جمع الحجارة فيفغر له فاه فليقمه حجراً حجراً , فينطلق فيسبح ما يسبح ثم يرجع إليه , كلما رجع إليه فغر له فاه وألقم حجر, قلت : ما هذا
قال: قالا لي : انطلق .. انطلق
فانطلقنا. فأتينا رجل كريه المرآة , كأكره ما أنت راء رجلاً مرآه , فإذا هو عند نار له يحشها
ويسعى حولها , قلت لهما : ماهذا قال: قالا لي : انطلق.. انطلق
فانطلقنا , فأتينا على روضة معشبة فيها من كل نور الربيع , فيها شجرة عظيمة , وإذا بين
ظهراني الروضة رجل قائم طويل لا أكاد أن أرى رأسه طولا في السماء , وإذا حول الرجل من أكثر ولدان
رأيتهم قط وأحسنه , قلت لهما : ما هذا؟! وما هؤلاء؟ قال : قالا لي : انطلق .. انطلق ..
فصعدا بي في الشجرة , فأدخلاني دار لم أر دار قط أحسن منها , فإذا فيها رجال شيوخ
وشباب . وفيها من نساء وصبيان , فأخرجاني منها , فصعدا بي في الشجرة , فأدخلاني دار هي أحسن
وأفضل منها , فيها شيوخ وشباب..
فانطلقنا , فانتهينا إلى دوحة عظيمة , لم أر دوحة قط أعظم منها ولا أحسم , فقالا لي : ارق فيها
فارتقينا فيها , فانتهيت إلى مدينة مبنية بلبن الذهب ولبن الفضة , فأتينا باب المدينة , فاستفتحنا,
ففتح لنا فدخلنا , فلقينا فيها رجالا شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء , وشطر كأقبح ما أ،ت راء
فقالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر , فإذا نهر صغير معترض يجري كأنما هو المحض في البياض
فذهبوا فوقعوا فيه , ثم رجعوا إلينا وقد ذهب ذلك السوء عنهم وصاروا في أحسن صورة..
قلت : فإني رأيت منذ الليلة عجباً , فما هذا الذي رأيت ؟!! قالا لي : أما إنا سنخبرك :
اما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر , فإنه رجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلوات المكتوبة.
وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلأى قفاه , وعيناه إلى قفاه , ومنخراه إلى قفاه فإنه الرجل الذي
يغدو من بيته فيكذب الكذبه تبلغ الآفاق.
وأما الرجال والنساء العراة الذين في بناء التنور فإنهم الزناة والزواني .
وأما الرجل الذي يسبح في النهر ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا.
وأما الرجل الكرية المرآة الذي عند النار يحشها فإنه مالك خازن النار .
وأما الرجل الطويل الذي رأيت في الروضة فإنه إباهيم عليه السلام.
وأما الولدان الذين جوله فكل مولود مات على الفطرة , فقال بعض المسلمين : يارسول الله
وأولاد المشركين ؟ فقال : وأولاد المشركين .
وأما القوم الذين شطر منهم حسناً وشطر منهم قبيحاً فإنهم خلطو عملاً صالحاً و آخر سيئاً فتجاوز
الله عنهم.
وأنا جبريل , وهذا ميكائيل , ثم قالا لي : ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا هي كهيئة السحاب
فقالا لي : وتلك دارك , فقلت لهما : دعوني ادخل داري , فقالا لي : إنه قد بقي لك عمل لم تستكمله فلو استكملته دخلت دارك . ( مجموع من روايتي البخاري و أحمد )
نديم ، الحب ، برنامج ، تحميل ، دليل ، مسلسل ، انشوده ، جديد ، كامل