صحة الناس أمانة في أعناقكم.. فخافوا عقاب الله
الإثنين , 10 مايو 2010 م
نبيل مصطفى الدفعي
نعلم علم اليقين أن بعض الأماكن يجب أن يدخلها الناس بنية مؤمنة وصادقة وقد تجهزوا ونسوا كل شيئ ليركزوا تماماً خاصة إذا كان في هذه الأماكن يتم تقرير مصائر البشر.. وحياة الأفراد.
ونحن نتصور أن في غرف الفحص والعلاج والعمليات في المستشفيات لا توجد كلمة اسمها إهمال. وأيضاً في إدارة الصحة العامة للناس لا يوجد موقع لأي تخاذل... ولا توجد فرصة لخطأ.. فأرواح الناس ليست لعبة في أيدي مسؤولي الصحة ليهملوها، كما أنها ليست لعبة في أيدي الأطباء.. والذي يهمل أو يخشئ لا يجب أن يمر أمر هكذا بدون حساب نعم إننا نؤمن أن الأعمار بيد الله.. ولكن الله أعطى بعض الناس مهن الطب، فلم يحافظوا عليها وصار الإهمال عقيدتهم.. وعدم الاكتراث هو أسلوبهم... ورغم أننا نصبر على الجشع الذي يعاملون به المرضى إلا أننا لن نصبر على الإهمال.. فالمهنة في اليمن صارت نموذجا لأشياء غريبة.. وإلا فماذا تقولون في :
1ـ انتشار مرض حمى الضنك في مديريات محافظة عدن بشكل خطير وإصابات كثيرة بعضها أدت إلى الوفاة، وقيادة مكتب الصحة بالمحافظة تكذب ذلك من خلال تصريحاتها الصحفية الإعلامية.
2ـ الإهمال الكبير في مكافحة أسباب المرض.
3ـ امتلاء المستشفيات بالمصابين بمرض حمى الضنك في الوقت التي تعاني هذه المستشفيات صعوبات في توفير العلاج ونقص العديد من الخدمات الطبية.
4 ـ وفاة العديد من المصابين بالمرض نظراً لصعوبة الظروف المالية التي تعانيها أسرهم ما أدى عدم مقدرتها على شراء العلاج في الوقت التي يجب على الجهات المعنية بالصحة مساعدتهم وتوفير العلاج.
مرة أخرى نقول إننا لن نصبر على الإهمال.. فالمهنة صارت نموذجاً لأشياء غريبة وإلا فماذا تقولون في حالة إمراة بكامل صحتها تدخل إحدى المستشفيات الحكومية لتجري عملية لإزالة لحمية بالأنف.. فخرجت ميتة. ماذا تقولون عن رجل دخل مستشفى ليجري عملية الزائدة الدودية فأجريت له عملية أخرى، ماذا تقولون عن طفل دخل مستشفى للعلاج فخرج منها بدون عضوه التناسلي.
الحالات كثيرة ومتكررة وهؤلاء الضحايا ليس بالضحايا الأولين ولن يكونوا الأخيرين طالما ليس هناك عقاب رادع للمهملين.
السؤال هو: أين شرف المهنة وقسمها؟ أين أمانة المسؤولية الوطنية عن صحة وأحوال الناس؟
إلى متى سيظل الصمت والإهمال؟ فإذا لم تخافوا من العواقب الوخيمة لأعمالكم فخافوا من عقاب الله الذي لن يفلت منه أحد. والله من وراء القصد.<