من المستفيد من هذا الوضع؟!
الإثنين , 10 مايو 2010 م
عبدالوارث النجري
من التمرد الحوثي وحروبه الأولى والثانية وحتى السادسة وما خلفته تلك الحروب من تدمير للبنية التحتية ومنازل المواطنين ونزوح مئات الآلاف من المواطنين إلى جانب الشهداء الذين راحوا ضحية تلك الحرب، إلى ما يسمى بحراك بعض المحافظات الجنوبية والدعوات الإنفصالية وظهور الشعارات والأعلام التشطيرية المعادية للوحدة الوطنية، من تقطعات عناصر الحوثي في جبال مران وحيدان ورازح واعتداء هم على المواطنين من أنداد محافظة صعدة ورجال الأمن والقوات المسلحة المرابطين في تلك المديريات بأسلوب يتسم بالغدر والخيانة والخديعة، إلى مطبات وبراميل وتقطعات قيادات الحراك والعناصر الخارجة عن القانون في مديريات ردفان ولحج والضالع والحبيلين وغيرها و الممارسات الهمجية مثل الاعتداء على المحلات التجارية والقتل بالهوية واختطاف القاطرات والسيارات وغيرها، إلى ظهور قيادات القاعدة للجزيرة العربية في مأرب وشبوة وحضرموت، إلى تلك التفجيرات التي طالت العديد من المواقع الحكومية واستهدفت السياحة وأمن واستقرار البلاد بطرق وحشية لا علاقة لها بالإسلام والمسلمين دين العدل والعفو والتسامح والأخلاق الفاضلة من جنون عبدالملك الحوثي وإثناعشرية الصريع حسين وشعار المتمردين القائل "الموت لأمريكا والنصر للإسلام" إلى بلطجة طماح وغيره من قيادات الحراك وشعارات الانفصال والدحبشة وغيرها إلى كتائب القاعدة القنابل البشرية المغرر بها التي نشاهدها تنفجر في شارع المطار وجوار حديقة برلين في معبد بلقيس وغيرها، مما سبق كله إلى غلاء الأسعار وارتفاع معدل البطالة وتفشي ظاهرة التسول وإنتشار السرقة والقتل وتجذر الفساد في مختلف الدوائر الحكومية وتخبط خطط ومشاريع وسياسات الحكومات المتعاقبة ونضوب أحواض المياه في العديد من المحافظات وانتشار زراعة القات على حساب المحاصيل الزراعية الأخرى، واستمرار ظاهرة التصحر في المحافظات الشرقية وتواصل أعمال البلطجة من قبل بعض كبار المسؤولين، مثل اغتصاب الأراضي وغيرها من غياب القانون وهشاشة النظام، وغيرها من المسميات التي صارت العديد من الدول والمنظمات العربية تصفه، بالإضافة إلى الصراع القائم والمماحكات القديمة الحديثة بين طرفي اللعبة السياسية الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك وحواراتهم الغير مجدية لعدم توفر النوايا الصادقة في التقارب والخروج برؤية وطنية تنتزع الوطن مما هو فيه اليوم من مشاكل وهموم تكاد ان تسقطه في الحضيض ومستنقع الفوضى والاضطرابات، ومع كل ذلك لا تزال هناك أسئلة تراود عقول الملايين من أبناء الوطن، من المستفيد عن هكذا وضع؟ هل هو الحوثي الذي يريد إعلان صعدة مملكة إثنا عشرية والتوسع للعودة إلى حكم البلاد بالبطنين والكهنوت؟ أم أن المستفيد من هذا الوضع هم قادة الحراك وعلى سالم ومعارضة الخارج للحلم بالعودة إلى ما قبل 22 مايو 90 م، وهذا كما نعلم جميعاً صار من المستحيل؟ أم أن المستفيد من هذا الوضع هم أصحاب المصالح من المقربين من السلطة والمحسوبين على الحكومة والحاكم والذي غالباً من توكل إليهم أمور حلول تلك المشاكل لما يتم اعتماده لهم من مبالغ مالية مقابل ذلك؟ أم أن المستفيد من هذا الوضع هي أحزاب اللقاء المشترك بهدف الوصول إلى كرسي الحكم بعد سقوط حكومة الحزب الحاكم جراء هذه الأوضاع بدلاً من المنافسة والوصول إليه عبر صندوق الاقتراع؟ أم أن المستفيد من هذا الوضع هي الحكومة والحزب الحاكم التي ربما لا تزال تفكر بمقولة الأمام أحمد "جوع كلبك يتبعك"؟ أم أن المستفيد الحقيقي هو تنظيم القاعدة الذي يحكم بإقامة الدولة الطالبانية في اليمن بدلاً من أفغانستان؟ لكن في حقيقة الأمر أن لا مستفيد من هذا الوضع في بلاد السعيدة يمن الإيمان والحكمة المميزة بتضاريسها سمات سكانها وتاريخها القديم والحديث وموقعها، سوى أعداء الوطن من الخارج الذي يستغلون هذا الوضع لممارسة المزيد من الضغوطات والإبتزار والتدخل في شؤون البلاد والسعي لنهب خيراتها وثرواتها والقضاء على قيم وعادات وتقاليد أبنائها.
المستفيدون من هكذا وضع هم أصحاب المشاريع الاستعمارية التوسعية والجميع بلا شك ضحية مخططاتهم وأهدافهم مهما اختلفت المسميات والوسائل والعناصر لتحقيق ما تسعى إليه.. أفلا تعقلون؟.<