أمثال من بلادي
شهاب عبدالجليل الحمادي
عندما ينهق حمار البحر:
يُضرب هذا المثل في التعبير عن استحالة حدوث حادث ما، كأن تسأل أحدهم بقولك متى سيعود سعر الدولار إلى مائة ريال يمني فيجيبك على الفور"عندما ينهق حمار البحر.." ولو كان الأمر كذلك فإن أمام الحكومة فرصة وحيده هي أن تحاول تعليم حمار البحر النطق ومن ثم النهيق قبل أن تجهز نفسها بمحاولة وضع سياسات تعيد للريال المنكسر هيبته. إذا هذا هو فكر الشارع وما وصل إليه من يأس وقنوط لدرجة أن يرى ألا فائدة من وراء هذه الدولة ولا يعول عليها ولا تُصدق، وما عليها إلا أن تجدف بيد واحدة وتعتمد على نفسها دون أن تعتمد على شراكة حقيقية مع الشعب في إنجاح أي سياسات أو محاولات تتبناها لإصلاح الأوضاع..
إذا ما فيش حَب لُحّو:
يضرب هذا المثل عند ما تشعر أن الذي تخاطبه يجهل كلامك بالكلية فاللحوح لا يأتي إلا من الحب ولإنعدام الحب ينعدم اللحوح، ويقال على شاكلة هذا المثل أن الملكة "ماري أنطوانيت" ظهرت من شرفة قصرها وحولها خاصتها وقد رأت الناس يتظاهرون حوله ويصيحون فلما سألت عن السبب قيل لها أنهم لا يجدون كسرة الخبز، فقالت إذاً ليأكلوا بسكوت ..." وانتشرت مقالة الملكة التي تنم عن جهل بأحوال رعيتها لتكون نهايتها على نحو ما تعلمون نتيجة حقد الشعب عليها.. وحكومتنا الرشيدة تعدد لنا منجزاتها ليل نهار وليتها حافظت على منجز الخبز أم أنها تريدنا أن نأكل البسكوت بدلاً عن اللحوح.
لو غريمك الدولة من تشارع:
يضرب هذا المثل للإقتناع بأمر ما إذا كان وراؤه الدولة، يعني إذا كان غريمك الأساسي هي الدولة فلا تستطيع منازعتها طلباً لحقك فهي الخصم والحكم في آن واحد، يعني بوضوح أكثر أن تصل إلى قناعة بأن شدة قوة الخصم تمنعك من الوصول إلى النتيجة التي ترجو من الخصومة ـ دولة كان أو متديولاً ـ لقرابته بأحد المسؤولين ولو من الدرجة العشرين كابن خالة عمة جدة معالي الوزير.
صلح أعوج ولا شريعة سابره:
ويُضرب هذا المثل نظراً لطول حبال النزاعات أمام المحاكم فيلجأ المتخاصمون إلى العرف القبلي لحل نزاعاتهم صلحاً وإن كان فيه بعض الاعوجاج خيراً من التطويل والمماطلة ومد النزاع لسنوات طوال بلا مبرر.. وهذا ما يجعلهم يرتضون بالصلح على مضض.
يا راقصة في الظلمة ما أحد يقول لك ياسين:
وهذا المثل يُضرب في أن التمتع بحركات الراقصة يتطلب رؤية حركاتها ليردد "ياسين" ياسين فيما إذا استمتع وأعجبته تلك الحركات ويضرب المثل عند عدم العلم بالفعل، أما حكومتنا الرشيدة فقد أطفأت الكهرباء لأنها تريد أن ترقص في الظلام ولا تريد إمتاع الجماهير فهي ترقص لنفسها فقط.