اللـــهم فاشهـــد..
الأربعاء , 28 أبريل 2010 م
المحرر السياسي
كأن الشعبي العام وأحزاب المشترك قد رفعا "إما الحوار أو الانتحار"..هذا التداعي الخطير، والفعل ورد الفعل مؤلم حقاً..لكل من يتابع كل هذا التوتر بينهما..لأنه يستهدف وطناً ، ويقهر الإنسان في مثله وقيمه وتطلعاته المستقبلية..هذا الصهيل الذي يسبق صليل السيوف، زمجرة البحر..يجعلنا أكثر ارتباكاً في معنى المقدس الوطني ، لما هو لدى الطرفين تحديات وعنتريات؟ أما فيهما رجل رشيد يختار الحب والسلام بدلاً من العنف والكراهية وخلق أجواء مشحونة بالتوتر والترصد للآخر؟ أما كان الأحرى لكلا الفريقين أن يقيما علاقة انتماء حقيقي مع الذات اليمنية التصالحية حتى في أشد الظروف حرجاً وأكثرها حلكة؟! أما كان من حقنا أن نحب، ونلعنه حواراً بوصلته القهر والخوف ؟ وهل خانت هذه الفعاليات السياسية التجربة فلم لا تتعظ من ماضي قريب ؟ يوم كان التحدي بين الشركاء في الانجاز هو القهر كله للوطن؟! أم أن هذين الفريقين قد أضلا الطريق إلى حيث الهاوية؟! لنجد أنفسنا أمام خيار الموت أولاً بدلاً من الحرية ..وهل كان يجب أن يأخذ الانفعال مداه حتى اختلال موزاين العدل وقيم التسامح والحرية؟ لتحل بدلها "لعلعة" رصاص، ومواقف أكثر ضراوة في خلق انتكاسة لا قبل للوطن بها.
هل يعيد التاريخ نفسه ببشاعة ما كان وخربشة ما هو كائن؟ من أجل البحث عن التفوق بطرق الرعب وافتعال الأزمات، ولغة الإدانة والشجب والرفض، بدلاً من التسامح ونبذ العنف واختيار الأجمل والأنقى..
الديمقراطية كسلوك حضاري..
هل وصل بكلا الفريقين الأمر إلى حد القفز في الظلام؟ أما كان من حق هذا الوطن أن يرى بعضاً من الطالع الحسن، وأشجار لوز وبن وخرير جدول ؟ أم أنه قد تحول لدى الفريقين إلى منعطف خطير واتجاه إجباري صوب الانتحار مع سبق الإصرار والترصد؟! يحتار المتابع لهذا اليومي المؤلم من أمور يرفضها قطعي أبناء الوطن المتطلعون إلى مستقبل أفضل، ويقلقه كثيراً أن يجد إرهاصات لمواقف بلا شك قابلة لأن تغذي بقوة الإرهاب والعنف ، وتدفع بأعداء الوطن إلى الاستفادة من تناقضات الساحة الوطنية، وإدخال البلاد في الهزيمة للثورة والوحدة وكأن الشعبي العام والمشترك لم يعد بمقدورهما سوى المضي قدماً صوب ما هو مروع ومحزن ويشير إلى مشنقة لوطن لم يلتقط بعد أنفساه من جحيم المعانة والأحداث السابقة..
لم يقدر الفريقان على أن يتجاوزا الطريق المسدود في الحوار ليختارا بدلاً من ذلك المنافسة الشريفة في الانتخابات والصندوق وحده الحكم..
الصندوق الذي يريده خيار الجماهير ، وتعبير عن إرادتها بدلاً من سوقها إلى المقصلة..
ليكن الاحتكام إلى الجماهير عبر صناديق الاقتراع هو البديل الطيب عن حوار لا ينفع، إذا ليس بالضرورة إما الدخول في الحوار حسب اشتراطات ورغبات مسبقة أو العنف،وثمة طريق أفضل وأكثر إشراقاً وجمالاً وحباً، هو الاحتكام للصندوق ليقول كلمته المعبرة عن صوت العقل والضمير..
الدين والوطن..
صوت الشعب،.
لماذا إذاً لا يكون البديل عن الحوار اختيار الصندوق فيصلاً لنخرج من دوامة الألم الرابض في النفوس ، وتحديات قهر الآخر، واغتياله كإنسان له أحلامه البيضاء وتطلعاته الأنيقة..
الصندوق أيها الساسة اجعلوه بديلاً ولا داعي للذهاب إلى الاحتضار الوطني ، وثمة ما هو ممكن وقابل أن يفتح نوافذ إشراقات المستقبل "الصندوق"..منه وحده يكون خيار الجماهير في صناعة مستقبلها وليس خيار العنتريات، "والبلطجة" الكلامية وغير الكلامية والمساومة على الوطن، إما أن يكون مرتهناً أو مدمراً..
ثمة خيار يجب أن يخوضه ا لجميع، الديمقراطية بلا حواجز أو موانع أو رغبات استعلاء وسيطرة..
الديمقراطية من أجل الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي..
الديمقراطية من أجل الفرح بدلاً من هذا التعب والسيء من المواقف..
الديمقراطية من خلال الصندوق فلديه الإجابة على تحديات المستقبل في البناء والتقدم، وليس الدخول في متاهات الحزن وخارطة الطريق الملغم بالفجائع..
فهل بمقدور الفريقين أن يكونا كذلك إشفاقاً بوطن، ورحمة بشعب ، وإيماناً بقضية، وانتصاراً لثورة ووحدة ومستقبل؟! هل يقدران على إنجاز هذا التحدي ؟ إننا ندعوا الله أن يقبلا به قبل أن يلحق بالوطن الضرر الأكبر وينتصر الأعداء بدلاً عن الشرفاء..
واللهم إنا قد بلغنا اللهم فاشهد.