ذاق لذة المعصية في غفلة أصابت قلبه
و كثير منا قد من الله عليه
بإستشعار لذة الطاعة و الانس بالله
و لكن هل جربت هذة اللذة ؟
كلنا نعلم ان عصرنا هذا مليء بالفتن بل اكاد أجزم
ان كل دقيقة تمر علينا بها من الفتن ما يختبر
فإذا عرضت عليك المعصية و الفتن
و كأن لسان حالك يصرخ و يقول:
يا ربي انت تعلم أن لهذه المعصية لذة عاجلة و لكني تركتها لك
وحدك ، فلا أحد يراني إلا أنت
و لا يطلع علي أحد إلا أنت
أفتح لي أبواب رحمتك ، اغفر لي
أريد القرب منك ، اريدك انت وحدك
فوالله الذي لا اله الا هو
سيقذف الله في قلبك نوروطمأنينة
و لذة لا تعادلها لذة اخرى
كنت تفكر في الحصول عليها بالمعصية
إن النفس لأمارة بالسوء فإن عصتك في الطاعة
ولا شيء أولى بأن تمسكه من نفسك ولا شيء أولى
بأن تقيّده من لسانك وعينك فهما بحاجة الى لجام شديد
أفتعصي اللهَ وترجُو جنتَه وتذكرَ أنك إلى اللهِ قادم ...
فكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل،
كم من شهوة ساعة أورثت ذلا طويلا
وكم من ذنب حرم قيام الليل سنين
وكم من نظرة حرمت صاحبها نور البصيرة
ويكفي هنا قول وهيب ابن الورد حين سئل:
فأعظم عقوبات المعاصي حرمان لذة الطاعات
لقلة بصيرته وضعف إيمانه أو لفساد قلبه..
"قال بعض أحبار بني إسرائيل :
يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني ؟
فقيل له : كم أعاقبك وأنت لا تدري
أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟
إذا همت نفسك بالمعصية فذكرها بالله
فإن لم ترجع فذكرها بالرجال
فإن لم ترتدع فذكرها بالفضيحة إذا علم الناس
فاعلم أنك في تلك الساعةقدانقلبت إلى حيوان
إن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب ووهناً ونقصاً
في الرزق وبغضة في قلوب الخلق
بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك
سمعت بلال بن سعيد يقول لا تنظر إلى صغر الخطيئة
ولكن انظر إلى عظم من عصيت
وقال يحيى بن معاذ الرازي :
عجبت من رجل يقول فى دعائه اللهم لا تشمت بي الأعداء
ثم هو يشمت بنفسه كل عدو فقيل له كيف ذلك ؟
قال يعصى الله ويشمت به في القيامة كل عدو
ركب الله الملائكة من عقل بلا شهوة وركب البهائم
من شهوة بلا عقل وركب ابن آدم من كليهما
فمن غلب عقله على شهوته فهو خير من الملائكة
ومن غلبت شهوته على عقله فهو شر من البهائم.
عليك بالدعاء فهو سبيل الراغبين،ووسيلة الطالبين،الشفيع الذي
لا يرد، والسهم الذي لا يطيش..
فمتى فتح لك منه باب فقد أراد الله بك خيرا كثيرا.. فارفع يديك
لمولاك واضرع إلى ربك بقلب خاشع وطرف دامع وجبهة
ساجدة،مع قصد وتوجه وتحرق وتشوق
وتعلق بالذي لا يخيب مؤمله ولا يرد سائله
أن يمن عليك بلذة العبادات ويملأ بها قلبك ونفسك وروحك فهو
الذي يجيب المضطر إذا دعاه..
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين ، اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين اللهـم آميــــن