ترددت كثيرا قبل وضع هذه الصورة وهذا الكلام
ويشهد الله كم انا خائف ويداي ترتعشان من خوفي عليكم
لانه كلام ليس لاصحاب القلوب الضعيفة والنفوس العاطفية
انه ليس عيد الام
وليس عيد مولد أحد يحتفلون فيه بتقديم المشروبات ويضحكون فيه
وانما هو عيد مولد ق...لوب وانا اثق باذن الله وثقتي في الله انه سيخرج من بعد قراءة هذه القصة من يجددون حياتهم لله
لان هذه القصة كلما ضاقت الارض عليَّ قرأتها فهان عليَّ كل شئ
هي قصة كتبها صديق غالي وعزيز لي عن موقف قد حدث معه شخصياً ولكنه يحكي باسلوب بارع وغاية في الروعة والحزن ما لم اقرأ مثله في حياتي تقريبا
===============================
من لا زال على العهد؟ مين لسه فاكر؟ أعتذر إن تسببت في اجترار الحزن إلا أن الذكرى أبت إلا أن تسجل
21/3/2008
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
لست من هواة الحديث عن الذكريات السنوية و لا من هواة اجترار الأحزان .... لكن نظرة خاطفة مني إلى و رقة نتيجة الأمس و هي تعلن 21-3-2009 جعلت سيل الذكريات ينهمر و يعود بي عقلي عاما كاملا بالضبط إلى الوراء ... إلى 21-3-2008
بدأت الحكاية (أو أقصد بالنسبة لي) في الحادية عشرة مساء من تلك الليلة قبل بداية يوم 22 بساعة ... كنت نائما ... تنبهت على صوت الهاتف يعلن عن خالد متصلا ... أذكر ولا أعلم لماذا أني نظرت في الهاتف ثم وضعته بجواري واستغرقت في النوم ... تنبهت مرة أخرى لكنها كانت في الرابعة فجرا ... خالد مرة أخرى ... رددت عليه ... قال كلمة واحدة "كلمني على البيت" ... كلمته ... "في حاجة يا بني و لا إيه؟" ... قال "آه" ... "خير" ... "عارف فلانة زميلتنا" ... "آه" ... "ماتت" ... حاولت أن أستوعب ... و رغم أنه سألني منذ لحظات إن كنت أعرفها إلا أنني وجدت نفسي أقول "فلانة فلان"؟ ... "آه" ... "فلانة فلان فلان؟" ... أكد لي ... قلت "طب هنعمل ايه ؟ طب الدفنة؟" ... "دا هي ماتت امبارح ودفنت بعد الصلاة مباشرة" (كان يوم جمعة) ... (عرفنا بعد ذلك أن أول من عرف من الأولاد أحمد سامي عرف من الخارج واتصل ليسأل ... وصل الخبر إلى سامح ومنه إلى أصدقائي هذا في حدود التاسعة ليلا مثلا ... أما صديقاتها فعرفن حين وصل اتصال إلى إحداهن في نفس الفترة تقريبا "اطمني على فلانة يا ريت؟" ... "ليه" .. "سامعين إن في حاجة حصلت لها؟" ... طبعا الهاتف لا يرد ... والباقي مفهوم ) ... (العجيب جدا هي الحقيقة المرة التي اكتشفناها جميعا .. انني من الممكن أن أمون وأدفن دون أن يعلم أحد من أصدقائي الذين كنت دائما معهم شيئا)
المهم ... "هنعمل ايه؟" ... "أنا و سامح و عثمان هنروح مسجد الصديق نصلي الفجر و نقرا قرآن لحد الشروق" .... (سبحان الله ... هل هي الفطرة التي تنادينا إذا صدمتنا الحقيقة؟)... أغلق الهاتف ... ارتديت ملابسي و ذهبت ... تقابلنا وكأن على رؤوسنا الطير ... الصمت سيد الحديث ... الصدمة قوية ... و لا تزال عيني جافة ... التقانا هناك أستاذنا الفاضل محمد رفعت ... أحس أن هناك شيئا ما ... سألنا فأخبرناه ... انصرف مذهولا لا يعرف ماذا يقول؟
انصرفنا إلى بيوتنا ... لم أنم ... وجاءني اتصال (ربما في العاشرة) .. "احنا نازلين الكلية هنتقابل هناك عشان نروح المقابر" ... ذهبنا و اتصلنا ببعضنا البعض و كانت المكالمات غريبة جدا ... البعض صمت و البعض صدم والبعض لم يدر ما يقول ... انشغل بعضنا جزاهم الله خيرا بتوزيع ورق الدعاء للمتوفى على المارة ... بدأ العدد يزيد شيئا فشيئا ... توجهت أنا وسامح وهادي (و ربما أحد آخر لا أذكره) إلى بيت عائلتها لنسأل عن مكان القبر و عرفناه ... صلينا الظهر عدنا إلى الكلية .... أصبح العدد كبيرا ... جهزنا السيارات و توجهنا إلى المقابر
وصلنا إلى هناك ... وجدت الشيخ أحمد جلال ينتظرنا ... جاء بصحبة أحمد عبد المنعم الذي اتصل به أحد زملائنا ...لازلت لا أنسى نظرات الأبوة في عين د. الوهيدي ... وصلنا إلى القبر .... .... ... هنا ... بدأنا نستوعب ... وجدت أحمد سيف هناك قائما يخطب على القبر وحولة مجموعة من زملائنا (عرفت بعدها أنه جاء قدرا في زيارة ثم وجدنا) ... في ثوان امتلأ الممر الذي يقع فيه القبر عن آخره ... تزلزل بعضنا حين رأى القبر محفورا عليه من الخارج 21-3-2008 ... لم أكن في مواجهة القبر فلم أرها بوضوح ... وقف الشيخ أحمد جلال و حوله ما أظنه لا يقل عم مائة في ممر لا يزيد عرضه عن المتر ونصف ... بدأ يحكي قصة واحدة لشاب حضر هو وفاته ... بدأ البكاء يرتفع ... و ما أتمها حتى انفجر الحضور بالبكاء ..و أخيرا بكيت ... بكيت كما لم أبك من قبل (رغم أني سبق أن مر بي حالات وفاة كثيرة ومنها لشباب أصدقائي وأقاربي) و كما لم أبك بعد حتى لحظة كتابة هذه السطور ... كأن قلبي كان يبكي من أعمق نقطة فيه ... بكينا طويلا جدا ... صلينا الجنازة على القبر ... ودعونا لها طويلا ... قام بعض زملائنا بجمع صدقة لها في كيس ... لن أذكر المبلغ إلا أنه فاق طموحاتنا بكثير ... ثم انصرفنا....
خرجنا من بوابة المقابر أشخاصا آخرين ... في حالة ذهول تام ... كان خالد بجواري ... شاهد شخصا يسب آخر ... مشهد نراه كل يوم دون أن نلتفت حتى إليه ... وجدته يقول ... "ما هو لو يعرف آخرتها ايه؟" ... وجدته ينظر حوله و يبتسم ويقول "الناس دي مجانين ولا ايه؟" ... "كان لأول مرة ينظر إلى الحياة بعين أخرى
صلينا العصر ... ثم توجهنا إلى بيوتنا ... يكاد الحزن يقتلني ... بعد العشاء تقريبا ... اتصل بي خالد مرة أخرى "أنا مع بكر و عثمان في العربية ... مش قادر أقعد في البيت ... تيجي؟" ... نزلت إليهم ... ذهبنا إلى بيت بكر ... وجاء بعض زملائنا ربما منهم هادي و أسامة ... تكلمنا كثيرا و بكينا كثيرا ... و نحن على بوابة المقابر ... قال أحدنا "فلانة دي كانت واخدة رقم 1 في الدفعة ... يا ترى مين رقم 2... لم يكن يحلم أننا سنعرق رقم 2 بعد 10 أشهر و 6 أيام فقط ...المهم ... اتفقنا على أن نجلس أسبوعيا لنذكر بعضنا بالله و بألآخرة علنا نتيقظ واتفقنا أن نصر على الحفاظ عليه (درس آخر ... استمر هذا اللقاء ثلاث مرات تقريبا ثم انقطع كما هي العادة ... نبرد بسرعة رهيبة)
عشت نحو خمسة أيام أبكي لأي سبب ...
في اليوم التالي 23 ... وجدت ثلاث مجموعات على الفيس بوك أنشأت لها:
1-
https://www.facebook.com/group.php?gid=26693995706
2- https://www.facebook.com/group.php?gid=10291016443
3- https://www.facebook.com/group.php?gid=12585547789
حضرنا العزاء في مبنى اتحاد الطلبة ... انفجرت بالبكاء ... لم أكن وحدي ... كثيرون أذكر منهم سامح ونجيب و خالد و عثمان بكوا كثيرا
قابلني أحمد زميلنا في الفرقة السادسة وقتها ...طلب أن يذهب معه أحدنا إلى المقابر لأنه لم يذهب... ذهبت معه ... و لأول مرة رأيتها بوضوح 21-3-2008 ... وكأن مطرقة نزلت على رأسي ... كنا وحدنا هناك ... أنا و أحمد ... بكى طويلا جدا ... و خرج هو أيضا من المقابر شخصا آخر
تغيبنا عن الدروس نحو ثلاثة أيام ... وفي يوم العودة جاء أحمد عبد المنعم وألقى كلمة دعا في نهايتها ... بكيت مرة أخرى ... لأنني في هذا المكان الذي كنت واقفا فيه أدعو لها ... كانت آخر مرة رأيتها فيها منذ أسبوع واحد فقط حين ابتعدتُ عن الباب الذي كنت أستند إليه لتدخل هي إلى حجرة الدرس التي كنت أستند إلى بابها
في يوم الأربعاء 26 ألقى د.حازم شومان على دفعتنا كلمة ... بكينا فيها كثيرا ... بل إن بعضنا لم يستطع البقاء لنهايتها وانصرف ... كان المسجد الذي ألقيت فيه الكلمة مكتظا عن آخره ... حتى علق أحدهم "و رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا" ... لا أزال أذكر حضن أحمد سيف لي ليلتها حين رآني أبكي ... تكلم معنا كثيرا ... و بعد خمسة أيام مكتملة من الحزن ... نجح في إضحاكنا
و بعدها بأسبوع تحديدا يوم الثلاثاء خصص الشيخ أحمد جلال درسه للحديث عن هذا الموضوع
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Detailes&khid=5582
بقي أهم شيء ... لا أزال أذكر يومها أننا كلنا تقريبا اتفقنا على أن نتغير للأفضل (حتى من كانوا نحسبهم عل خير منا) ... الكل تأثر ... بدأ معظمنا يأخذ خطوات جدية ... لا أزال أذكر كلماتهم ... عمار: "يعني أنا يومها أما رحت أنام معرفتش أول ما دماغي لمست المخدة افتكرت إن في واحدة زميلتنا نايمة على تراب" ... عبد الله: "على الأقل نحاول نوصل للحد الأدنى المقبول" ... هادي :"يعني في واحدة من زمايلنا شافت ملك الموت فعلا" .... دز الوهيدي "دي كانت بتحلم زيكم ... تدخل امتحانات السنة دي ... و تتخرج و تتجوز و تشتغل .... "
.... وبدأ الكل يأخذ خطوات عملية تقربه من ربه.............................................................
وبعد عام .....................................................
منا من نسي و عاد كما كان ... ومنا من تراجع بعد تقدم ... ومنا من ظل ثابتا على الخطوات التي أخذها ولم يضف إليها ... ومنا من لا يزال منطلقا حتى الآن
ومنا .... زميلتنا .... التي نحسبها كذلك ولا نزكيها على الله .... رثتها في ورقة وزعت علينا ... وانتفعت بالرسالة وانطلقت تقترب من ربها ... ثم رحلت في 27-1-2009
https://www.facebook.com/group.php?gid=121459225060
وهذا نص ما كتبت الثانية ترثي به الأولى
" حبيبتي لو عدتي إلينا اليوم لتقولي لنا ولو كلمة ... ماذا تقولين ؟؟ كلمة شوق أم وداع أم ماذا؟
رحلتي إلى رب غفور رحيم فأخبريني كيف السؤال؟؟؟ وكيف الحساب ؟؟
نعم رب غفور رحيم ولكن غرني عفوه وحلمه
فكيف أجيب عن سؤاله وانا لم أفكر يوما في مراقبته لي؟؟؟
أعيش وسط دوامة أهلي .. اصحابي .. دراستي .. امتحاناتي ... مستقبلي ... ونسيت اليوم الذي ستسقط فيه ورقتي
اليوم الذي سيزورني فيه ذلك الزائر بلا استئذان ليقطع حبل حياتي واحلامي
أصبحت الآن أشعر انه يدق على بابي .. يقول لي لا تشيحي بوجهك عني حينما تذكريني
لا تهربي كثيرا فاني ملاحقك
حبيبتي اخبريني .. هل اظل احلم بحياتي ام اقطع التفكير واستعد ليوم الرحيل؟؟
ربما كان رحيلك تضحية لا ارادية منك لتذكرينا بقرب اللقاء
لتذكرنا بخالقنا الذي طال زمن اعراضنا عنه. لتذكرينا بانه هو الذي بدأنا واليه المصير
ولكننا نسينا البداية ونسينا النهاية وظننا الخلود وانطلقنا في الدنيا تحركنا يمنه ويسرة بلا هدف نسعى من اجله
لكن يقينا هناك شيء تحرك في داخلنا ... رغبة ملحة تدعونا الى القرب من الله الذي طالما بعدنا عنه
ولطالما بارزناه بالمعاصي ونحن افقر الفقراء اليه وهو اغنى الاغنياء عنا
إلهي .. ارسلت الينا رسالة في وفاة رفيقتنا
فمنا من مرت عليه بلا تاثير ولم يشعر باي رغبة في الوقوف مع النفس
ومنا من حزن يوما او يومين او اسبوع وقرر التغيير ثم عاد كما كان
ومنا من قرر الرجوع والوقوف على بابك ويقول
(ببابك لن أغادره)
إلهي تعبت من البعد عنك والهروب منك معي كل شيء ولا املك شيء
كنت ابحث عن السعادة في معصيتك ولكنها كانت سعادة زائفة لم تزيدني الا حزنا وشقاءا
اضحك والعب والهو وعندما اخلو بنفسي اريد ان اصرخ واقول ( ما خلقت لهذا)
لكني اعلم ان السعادة الحقيقية هي في طريقك لذا ان الاوان ان ارجع اليك بعد طول شقاء
سلكت كل الطرق بحثا عن السعادة فلم اجدها
لكن اليوم ربي مسحت غشاوتي وبدات بالقلب الصفي اراك
الهي .... يا من انت ارحم بنا من امهاتنا .. يا من تسمع شكوانا ونجوانا
يا من تطاع فتشكر وتعصى فتغفر
اغفر لنا ما مضى من زلاتنا وخذ بايدينا اليك ولا تحرمنا من رضاك عنا"
الغريب ان حتى لو بعد 100 سنة ... في واحد فينا واخد رقم 3
فأسألكم بالله الدعاء لهما .... اسألكم بالله الدعاء لهما .... أسألكم بالله الدعاء لهما ... وأسأل من نسي أو فتر أن يتذكر عهده مع الله و إن كان قد فرط فيه فليرجع فالباب مفتوح... و يطلب رحمته فهو الرحيم الحليم ... فهذه رسائل تتوالى علينا ... أسأل الله أن ينفعنا بها
اللهم اغفر لهما وارحمهما
اللهم عافهما واعف عنهما
اللهم أكرم نزليهما ووسع مدخليهما
اللهم نقهما من خطاياهما كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
اللهم اغسلهما من خطاياهما بالماء والثلج والبرد
اللهم باعد بينهما و بين خطاياهما كما باعدت بين المشرق و المغرب
اللهم أبدلهما دار خيرا من دارهما
وأهلا خيرا من أهلهما
اللهم قهما فتنة القبر وعذاب النار
وأدخلهما جنة الفردوس مع المتقين والأبرار
وارزق أهلهما الصبر يا رحمن يا رحيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
================================
هذا هو نص الرسالة
ولن ازيد عليها شئ فلا ابلغ مثل ما بلغ من بلاغة لهز النفوس واني اشهد الله اني احبه جدا في الله وادعوا الله ان يجمعني واياه في مستقر رحمته انه ولي ذلك والقادر عليه
منقوووووووووووووووووول للأفااااااااااااااااقه وليس للأفااااااااااااده
بجد ربنا يرحمنى ولا يقبضنى وانا على هذا الحال
بحبك يارررب ومنايا ترضى عنى ... وعجلت اليك ربى لترضى