القناص
:+:{مستشار اداري}:+:
::::[بيـانـات العضـو]::: : مَُشَارِكآتي : 1640 ألعمــُـر : 34 نَقَّاطَيّ : 2857 سَمِعَتيََ : 39 دولـتـي : جـنســي : المزاج :
معلومات واضافات Groups forum Nadim Love:
| موضوع: أقوالُ الأئمة الأعلام في الخامس عشر من شعبان الجمعة أغسطس 07, 2009 8:34 am | |
| "ليلة النصف من شعبان" أولاً : ما جاء في فضل ليلة النصف من شعبان : إن الأحاديث المروية في فضل هذه الليلة بنحو هذا اللفظ : (يطلع الله تبارك و تعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن) هي أحاديث متنازع فيها بين أهل العلم بالحديث على قولين : الأول : تضعيفها حيث لا يسلم طريق منها من ضعف ، وهو قول أكثر العلماء ، كما صرّح بذلك الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى . الثاني : تقويتها بمجموع الطرق ، وهو قول بعض أهل العلم ، منهم محدث العصر الألباني رحمه الله تعالى . ثانياً : صوم يوم النصف من شعبان : يسن صوم يوم النصف من شعبان مجموعاً مع الثالث عشر والرابع عشر باعتباره من الأيام البيض ، وكذلك لمن كانت له عادة في الصيام كصوم يومي الاثنين والخميس أو صوم أيام من شعبان فصادف يوم صومه يوم النصف من شعبان فإنه لا بأس بذلك . أما صومه مفرداً باعتبار أن له فضيلة معينة فلا أصل له بل إفراده مكروه ، والحديث الوارد في ذلك موضوع . ثالثاً : إحياء ليلة النصف من شعبان بالعبادة : لم يثبت في قيام ليلة النصف من شعبان شيء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا عن أصحابه رضوان الله عليهم ، ومن ثم اختلف أهل العلم أيضاً في مشروعية إحياء هذه الليلة بعبادة معينة كقيام ونحوه على قولين : الأول : لا يشرع إحياء هذه الليلة بأي نوع من أنواع العبادة ، سواء أكان إحياؤها جماعة أو فرادى ، فذلك كله بدعة محدثة ، وهو قول أكثر علماء أهل الحجاز منهم : عطاء وابن أبي مليكة ، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة ، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم ، ونسبه ابن حجر الهيتمي إلى الشافعية ، وهذا اختيار سماحة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، والشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني ، وفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمهم الله تعالى . وهذا القول قوي وجيه . الثاني : يشرع إحياء هذه الليلة بقيام ونحوه ، لكنهم اختلفوا في صفة الإحياء على قولين : الأول : يشرع إحياؤها على الانفراد من غير جماعة أو تقييد بعدد معين من الركعات أو اتخاذه موسماً ، وهو قول الأوزاعي والأحناف وبعض المالكية وبعض الشافعية وجماعة من الحنابلة ، وهذا اختيار شيخنا العلامة شيخ الحنابلة عبد الله بن عبد العزيز بن العقيل حفظه الله تعالى ومتعه بالصحة والعافية . وهذا القول محتمل ، فلا يُنكر على من عمل بمقتضاه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى . الثاني : يشرع إحياؤها جماعة في المساجد ، وهو قول خالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وإسحاق بن راهويه وغيرهم . وهذا قول غريب ومذهب مهجور ، أنكره أكثر علماء أهل الحجاز منهم : عطاء وابن أبي مليكة ، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة ، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم ، بل ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى بدعية الاجتماع لإحياء ليلة النصف من شعبان وكراهيته سواء في المساجد أو في غيرها ، ونصوا على أنه ينبغي للأئمة المنع منه . *** وتحاول جمعية متصوفة تنتسب إلى إمام من أئمة الهدى-وهي جمعية الإمام مالك بن أنس-إحياء هذا المذهب الأخير المندثر ، وذلك من خلال مطوية نشرتها قبل سنوات بعنوان "فضل إحياء ليلة النصف من شعبان" من إعداد اللجنة العلمية التابعة لها . واحتوت هذه المطوية - رغم قلة أوراقها - على مغالطات علميّة جريئة لا ينبغي صدروها من جمعية إسلامية تنتسب إلى أحد الأئمة الأعلام المقتدى بهم ، فالله المستعان ، وتتلخص المغالطات فيما يلي : 1. النقل المبتور لنصوص أهل العلم ، فأوهمت خلاف ما قالوا وأخلّت بمقاصد كلامهم . 2. كتمان مذهب جمهور الفقهاء ومنهم السادة المالكية في بدعية الاجتماع لإحياء ليلة النصف من شعبان وكراهته جماعة في المساجد أو في غيرها . 3. الزعم بأن الذي جرى عليه العمل بين أهل مملكة البحرين في صفة إحياء ليلة النصف من شعبان هو الاجتماع لإحيائها جماعة في المساجد أو في غيرها . ومن باب النصيحة قمت بكتابة "وقفات وتعقيبات" سريعة على المطوية ، وأرسلتها إلى رئيس الجمعية ، ولم أتلق منه رداً منذ 3 سنوات تقريباً ! وختاماً : ينبغي لمن أراد إدراك فضيلة هذه الليلة أن يحقق التوحيد الخالص ، وينأى بنفسه عن الشرك وذرائعه ، ويصفح عمن بينه وبين أخيه عداوة وشحناء ، حتى تشمله رحمة الله جلّ وعلا ومغفرته ، وهذا غاية ما تفيده جملة الأحاديث الواردة في هذا الباب- إذا صحّت - ، أما إحداث البدع فيها والتي ما أنزل الله بها من سلطان ، فإن أهلها على خطر عظيم حتى يقلعوا عن بدعتهم . هذا والله تعالى أعلم . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
| |
|