***************
من بين حصار الماضي
وحنيني اليوم لأمجادي
وعلى شُرفات اليوم الآتي
من بين حنايا أحلامي
أكتب شعري
من أعمق أعماقي حُزناً
أنا أعرف أن معاناتي
وعويلي وبكائي لشامي
لن يجُدي في فك الإعصار
لن يصنع من فقري نهراً ... يغسل عنها بعض الأتراح
أو يصنع فيها كومة أفراح
أنا يا شعرُ اليوم سأهجو الشِعرَ
فتقبل يا شِعرُ العُذرَ
يا شِعراً ضِاق بهِ صدري
بِكَ سأُعَّري عُري السُفهاء
وسأُسعِر في جذوتك النارَ
حممً من قاعة سِجـيلٍ
تُحرِقُ أمجاد اللُقــطاء
*******
يا شعري هل تُدرك قهري
وأنينَ بلادي الثـكلى
ودموعًٍ صافية المنبع
من أمٍ شهيدٍ لم يخضع
ودمً للطفل المذبوح ... مهدوراً ينزف في الطرقات
*****
أنـــا يا شعري: ... أُُدرك قهر ضعيفٍ موجع
أدركُ هاجس كل مُسافر...
من يفنى في أرض المنفى...
وحنين الشوق به يقبـع...
يا شعري: لا تسئم جُرحً... ينزِفُ في أعماقِ الفِكر مآسٍ... مُنذُ عهود الزمن الغابِر.
أنا في ليل عنائي أسري
مظلومٌ ... محرومٌ...مجروح
ولأنك كل سلاحي
فسأشعل فيك براكيني
لكن يتخبطني بعض الإحباط
حين أرى العالم سكرانً
والشام تَغِصُ بهِ الغُصة
تتألم فـــيه الآلام
فيه الشُرفاء الأحرار
تتجرع كأس الحرمان
تلبس ثوبً للإعدام
وتُذوق عذاباً ألواناً
وتداس بغدرٍ كالجرذان..
لكن تبقى تلك الهامات ...
دوماً أسمى
دوماً أغلى
دوماً أنصع
أصغر قاماتٍ فيها
أعلى من أعلى القامات
في زمن الأحياء الأموات.
*********
شبَّت في ذاكرتي الأحزان
زلزالٌ من صمت الأموات
تكتُم في صدري الأنفاس
وتدُكــ عُروشَ الطُغيان
****
يا شعراً ســال به ثغري
هل تُشفي الغل الآسن ...
يتربع في خلجات الروح ...
في جسدٍ مقهورٍ ساكن
هل تكسو أيتام بلادي
هل تُحصي أنَّات مهاجر
وشريدٍ في أقصى الأصقاع
يتجرع ذُل الغــــربة
هل تدرك معنى الكُربات
في ليلٍ أسهده الجـلاد
لولـيدٍ في زمن النكبات
أتواري سوءات الأموات
أتُباري من يزرع حقداً
أم أن بناتك في فكري؛ أضحت خمراً
تعتَصِرُ مُعاناتك كبتاً
يا شعري لن تُثمر تفعيلاتك فعلاً
في بلداتٍ أضحت صمتاً
لن تنجب بِذراتك إلا...صوتاً موهوناً أبكم
من صَمتٍ... وصدودٍ أرعن
لكِِ أبكي يا شامَاً... ترتفع بها كل الهامات
أنا بِكِ يا وطني مذبوح
وعناءٌ و ضَنً و جروح
ودمً مسفوكً في الأرجاء
*******
أنا يا شام الأمجـــاد الكُبرى
يقهرني صمتي الصارخ
ونحيبً يُرهقني حِـملً
يُزهــق روحي
يغتــال الفرحة والبسمات
في صوتٍ مغتصبٍ منهوب
****
يا حبري عُذراً عذراَ
لا تلعني
بل العن من سامَكِ قََهرا
رغمً عني
سأحول طُهرك عُهرا
وسأكتب عن جزارٍ الشام
فتقبل يا حِبري العُذرَ
*****
سألطخ أوراقي قُذراً... وسأهجو شعري اليوم ببشار
بشار الشر
يكسوه العار
من شعر الرأس حتى الأظفار الدُنيا
بشار الشر
أبشر بالنار
أبشر بهدير السيل العارم
يجتث مهازلك العظمى
********
بشار الشر
يا رمز الغدر
يا لؤمً أرهقه اللؤم
يا مخدع كل خيانة
وأيادٍ سوداء جبانة
ومخالب حمراء مُهانة
يا قاتل كُل أمانة
يا من أسرف في الإسراف
يا من نكَّل بالأشراف
يا من خالف كل الأعراف
يا من عاث الأرض فساداً
وبغى واستكبر وأرتد
وتعدى وتمادى بالغي
يا من زان الشيطان له جُرمه
يا من يسقي شعبه سُقمه
يحرمه من طعم النعمة
يا من ينهش لحم الشهداء
يا من يمتص دماء الأمة
أتظن الأعراض مباحة
أم أن الشعب عبيدٌ من حولك
أو جاء بهم رب الأرباب
كي تسرقهم حتى اللقمة
يا من يغتر
يا من أدبر واستعلى واستكبر
وتجبر وأزداد به الشر
أبشـــر بالغضب العارم
الشعب الحر ...قد كسر القيد
وسينجب من رحم الأحزان
أُُُسْداً لا تَخشى عبداً
تختزل دماء الأوغاد مداداً
كي تكتب فجر الحرية
تكسر أصفاد الجلاد
تزأر في كل الأرجاء
تعلنها وبكل إبــاء
"لا لـن نركع"
"لن نتراجـع"
"وسنسقي العلقم ألواناً...من جرعنا كأس الأموات"
دونت يوم الجمعة بتاريخ:08/06/2012م الموافق 18-رجب لسنة 1433هـ