مع الأنبياء
1- آدم
وروى عن عكرمة أنه قال : رأيت فى بعض صحف شيث أن آدم عليه السلام قال : " يا رب أرني ملك الموت حتى أنظر إليه " ، فأوحى الله تعالى إليه أن له صفات لا تقدر على النظر إليها وسأنزله عليك في الصورة التي يأتي فيها الأنبياء والمصطفين فأنزل الله عليه جبريل و ميكائيل وأتاه ملك الموت في صورة كبش أملح قد نشر من أجنحته أربعة آلاف جناح منها جناح جاوز السموات والأرض وجناح جاوز الأرضيين وجناح جاوز أقصى المشرق وجناح جاوز أقصى المغرب وإذا بين يديه الأرض بما اشتملت عليه من الجبال والسهول والغياض والجن والإنس والدواب وما أحاط بها من البحار وما علاها من الأجواء فى ثغرة نحره كالخردلة فى فلاة من الأرض وإذا له عيون لا يفتحها إلا في مواضع فتحها وأجنحة للبشرى ينشرها للمصطفين وأجنحة للكفار فيها سفافيد وكلاليب و مقاريض فصعق آدم صعقة لبث فيها إلى مثل تلك الساعة من اليوم السابع ثم أفاق وكان فى عروقه الزعفران .
- وعن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما خلق الله آدم مسح على ظهره ، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة ، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ، ثم عرضهم على آدم " ، فقال : أي رب ، من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذريتك ، فرأى رجلا منهم ، فأعجبه وبيص ما بين عينيه ، فقال : أي رب ، من هذا ؟ قال : هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له : داود ، قال : رب ، كم عمره ؟ قال : ستون سنة ، قال : أي رب ، زده من عمري أربعين سنة ، فلما انقضى عمر آدم ، جاء ملك الموت ، قال : أولم يبق من عمري أربعون سنة ؟ قال : أولم تعطها ابنك داود ؟ قال : فجحد فجحدت ذريته ، ونسي آدم ، فنسيت ذريته ، وخطئ آدم ، فخطئت ذريته .
"ربما جحد آدم ذلك لأنه كان في عالم الذر فلم يستحضره الموقف حالة مجيء ملك الموت له فجحد ، فجحدت ذريته لأن الولد سر أبيه فنسى آدم فنسيت ذريته.
2- إدريس
إدريس أو خنوخ هو من أكثر شخصيات الأنبياء أثاره واختلاف فقد ذكر برواية وقصص تختلف عن بعض .
- قال بن كثير في كتاب " قصص الأنبياء " أن إدريس كذبوا عليه أشياء كثيرة كما كذبوا على غيره من الأنبياء .
ورد في بعض الروايات في معنى قوله تعالى في ادريس النبي عليه السلام: " ورفعناه مكانا عليا " ، هو ان الله عزوجل غضب على ملك من الملائكة فقطع جناحه والقاه في جزيرة من جزائر البحر ، فبقي هناك ما شاء الله. فلما بعث الله ادريس جاءه ذلك الملك وسأله ان يدعو الله ان يرضى عنه ويرد اليه جناحه ، فدعا له ادريس فرد الله جناحه اليه ورضى عنه.
وقال الملك لادريس : " الك حاجة ؟ " قال : " نعم احب ان ترفعني الى السماء حتى انظر الى ملك الموت ، فلا عيش لي مع ذكره " ، فاخذه الملك على جناحه حتى انتهى به الى السماء الرابعة.
فلما وصل الى السماء الرابعة نظر الى ملك الموت جالس فلما رآهم حرك رأسه تعجبا ، فسلم عليه ادريس فقال له : " مالك تحرك راسك ؟ " ، قال : " ان رب العزة امرني ان اقبض روحك بين السماء الرابعة والخامسة " .
فقلت : " يا رب كيف يكون هذا بيني وبينه اربع سماوات وغلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام " ثم قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة وهو قوله تعالى : " ورفعناه مكانا عليا " .
3- موسى
عن أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ لَهُ: أَجِبْ رَبَّكَ. قَالَ: فَلَطَمَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا، قَالَ: فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي. قَالَ: فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى عَبْدِي فَقُلْ: الْحَيَاةَ تُرِيدُ، فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَمَا تَوَارَتْ يَدُكَ مِنْ شَعْرَةٍ فَإِنَّكَ تَعِيشُ بِهَا سَنَة.ً قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ تَمُوتُ. قَالَ: فَالْآنَ مِنْ قَرِيبٍ رَبِّ أَمِتْنِي مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَاللَّهِ لَوْ أَنِّي عِنْدَهُ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَر ".
- أخرج هذا الحديث البخاري ومسلم و روى الثعالبي في كتابه ( ثمار القلوب في المضاف والمنسوب ) حيث قال : أن هذا الحديث في أساطير الأولين ، ويضرب مثلا بين الناس ، وقد اشتهر بعد ذلك بين العوام بأن عزرائيل أعور .وقال الثعلبي: " في هذا الحديث أنا برئ من عهدة هذه الحكاية وقد أعتبر الثعالبي هذه القصة أنها من أساطير الأولين ، وأن فقع عين عزرائيل أسطورة تناقلها العوام فقط ."
- والبعض يرى أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ وإنما بعثه إليه اختباراً، وإنما لطم موسى ملك الموت، لأنه رأى آدميا دخل داره بغير إذنه، ولم يعلم أنه ملك الموت.
- أو أن موسى لم يعلم أنه ملك من عند الله وظن أنه رجل قصده يريد نفسه، فدافعه عنها، فأدت المدافعة إلى فقء عينه، لا أنه قصدها بالفقء، وتؤيده رواية: (صكه) ، وهذا جواب الإمام أبي بكر بن خزيمة وغيره من المتقدمين، واختاره المازري والقاضي عياض، قالوا: وليس في الحديث تصريح بأنه تعمد فقء عينه, فإن قيل: فقد اعترف موسى حين جاءه ثانيا بأنه ملك الموت, فالجواب أنه أتاه في المرة الثانية بعلامة علم بها أنه ملك الموت، فاستسلم بخلاف المرة الأولى والله أعلم.
4- داوود
كان لداوود عليه السلام جارية تغلق الابواب كل ليلة وتأتيه بالمفاتيح فيقوم الى عبادته ، فاغلقتها ليلة فرأت في الدار رجلاً فقالت : من ادخلك الدار ؟ فقال : انا الذي ادخل على الملوك بغير اذن.
فسمع داوود قوله فقال : " انت ملك الموت ؟ " ، قال : " نعم "، قال : " فهلا ارسلت الي لاستعد للموت ؟ " ، قال : " قد ارسلت اليك كثيرا " ، قال : " من كان رسولك ؟ " ، قال : " اين ابوك واخوك وجارك ومعارفك ؟ " ، قال : " ماتوا" ، قال : " فهم كانوا رسلي اليك ، لانك تموت كما ماتوا ! " ، ثم قبضه ، فلما مات ورث سليمان ملكه وعلمه ونبوته.
5- سليمان
قال سليمان بن داوود عليهما السلام ذات يوم لاصحابه : " ان الله تبارك وتعالى قد وهب لي ملكاً لا ينبغي لاحد من بعدي وسخر لي الريح والانس والجن والطير والوحوش ، وعلمني منطق الطير ، وآتاني من كل شيء ، ومع جميع ما اوتيت من الملك ماتم لي سرور يوم الى الليل وقد احببت ان ادخل قصري في غد ، فاصعد اعلاه وانظر الى ممالكي ، فلا تأذنوا لاحد علي لئلا يرد علي ما ينغص علي يومي " .
قالوا: " نعم " ، فلما كان من الغد اخذ عصاه بيده وصعد الى اعلى موضع في القصر ، ووقف متكئا على عصاه ينظر الى ممالكه مسرورا بما اوتي فرحا بما اعطي.
وبينما هو كذلك اذ نظر الى شاب حسن الوجه واللباس قد خرج عليه من بعض زوايا القصر ، فلما بصر به سليمان عليه السلام قال له : " من ادخلك الى هذا القصر وقد اردت ان اخلو فيه اليوم ؟ فباذن من دخلت ؟ "
فقال الشاب : " ادخلني هذا القصر ربه وباذنه دخلت " ، فقال : " ربه احق به مني ، فمن انت ؟" قال : " انا ملك الموت " ، قال : " وفيما جئت ؟ " ، قال : " جئت لاقبض روحك " ، قال : " امض لما امرت به فهذا يوم سروري ، وابى الله ان يكون لي يوم سرور دون لقائه " .
فقبض ملك الموت روحه وهو متكئ على عصاه ، فبقي سليمان عليه السلام متكئا على عصاه وهو ميت ما شاء الله ـ وقيل سنة ـ والناس ينظرون اليه وهم يقدرون انه حي ، وكان الجن كذلك ينظر اليه ويعملون له.
وبعد مدة من الزمن بعث الله عزوجل « الأرضة » فدبت في عصاه ، فلما اكلت جوفها انكسرت العصا وخر سليمان عليه السلام من قصره على وجهه ميتاً.
وزير سليمان
ذكر أن وزيراً جليل القدر كان عند داوود عليه السلام فلما مات داوود صار وزيراً عند سليمان بن داوود فكان سليمان عليه السلام يوما جالساً في مجلسه في الضحى وعنده هذا الوزير فدخل عليه رجل يسلم عليه وجعل هذا الرجل يحادث سليمان ويحد النظر إلى هذا الوزير ففزع الوزير منه فلما خرج الرجل قام الوزير وسأل سليمان .
وقال :" يا نبي الله من هذا الرجل الذي خرج من عندك ؟ قد والله أفزعني منظره ؟ "
فقال سليمان : " هذا ملك الموت يتصور بصورة رجل ويدخل علي " ، ففزع الوزير وبكى.
وقال : " يا نبي الله .. أسألك بالله .. أن تأمر الريح فتحملني إلي أبعد مكان إلى الهند " ، فأمر سليمان الريح فحملته .
فلما كان من الغد دخل ملك الموت على سليمان يسلم عليه كما كان يفعل.
فقال له سليمان : " قد أفزعت صاحبي بالأمس , فلماذا كنت تحد النظر إليه ؟! "
فقال ملك الموت : " يا نبي الله.. إني دخلت عليك في الضحى وقد أمرني الله أن أقبض روحه بعد الظهر في الهند فعجبت أنه عندك ! ".
قال سليمان : " فماذا فعلت ؟! ".
قال ملك الموت : " ذهبت إلى المكان الذي أمرني بقبض روحه فيه فوجدته ينتظرني فقبضت روحه " .
6- محمد
ذكرت أحد الأحاديث المنسوبة إلى محمد رسول الله أن ملك الموت من بين ما رآه محمد رسول الله لما عرج به إلى السماء في معجزة ليلة الإسراء والمعراج حيث وصفه : " رأيت ملكاً عظيم الخلقة والمنظر قد بلغت قدماه تخوم الأرض السابعة ورأسه تحت العرش وهو جالس على كرسي من نور والملائكة بين يديه وعن يمينه وعن شماله ينتظرون أمر الله تعالى عز وجل ، وعن يمينه لوح وعن شماله شجرة عظيمة إلا انه لم يضحك أبداً.
فقلت يا أخي يا جبريل من هذا ؟ قال جبريل: هذا هادم اللذات ومفرق الجماعات ومخرب البيوت والدور ومعمر القبور وميتم الأطفال ومرمل النساء ومفجع الأحباب ومغلق الأبواب ومسود الأعتاب وخاطف الشباب هذا ملك الموت عزرائيل فهو ومالك الخازن النار لا يضحكان ابدأ ادن منه وسلم عليه.
فدنوت منه وسلمت عليه فلم يرد السلام فقال له : " لم ترد السلام على سيد الخلق وحبيب الحق ؟! " ، فلما سمع كلام جبريل وثب قائماً ورد السلام وهنأني بالكرامة من ربي وقال : " ابشر يا محمد فان الخير فيك وفي أمتك إلى يوم القيامة " ، فقلت : " يا أخي يا عزرائيل هذا مقامك ؟ " ، قال : " نعم منذ خلقني ربي إلى قيام الساعة " ، فقلت : " كيف تقبض الأرواح وأنت في مكانك هذا ؟ " .
قال : " إن الله أمكني من ذلك وسخر لي من الملائكة خمسة ألاف أفرقهم في الأرض فإذا بلغ العبد اجله واستوفي رزقه وانقضت مدة حياته أرسلت له أربعين ملكاً يعالجون روحه فينزعوها من العروق والعصب واللحم والدم ويقبضونها من رؤوس أظافره حتى تصل إلى الركب ثم يريحون الميت ساعة ثم يجذبونها إلى السرة ثم يريحونه ساعة ثم يجذبونها إلى الحلقوم فتقع في الغرغرة فأتنا وها وأسلها كما نسل الشعرة من العجين فإذا انفصلت من الجسد جمدت العينان وشخصتا لانهما يتبعان الروح فأقبضها بإحدى حربتي هاتين " ، وإذا بيده حربة من النور وحربة سخط فالروح الطيبة يقبضها بحربة النور ويرسلها إلى عليين والروح الخبيثة يقبضها بحربة السخط ويرسلها إلى سجين وهي صخرة سوداء مدلهمة تحت الأرض السابعة السفلى فيها أرواح الكفار والفجار.
قلت : " وكيف تعرف حضر اجل العبد أم لم يحضر ؟ " ، قال : " يا محمد ما من عبد إلا وله في السماء بابان باب ينزل منه رزقه و باب يصعد إليه عمله وهذه الشجرة التي عن يساري ما عليها ورقة إلا عليها اسم واحد من بني ادم ذكور وإناثا فإذا قرب أجل الشخص اصفرت الورقة التي كتب عليها اسمه وتسقط على الباب الذي ينزل منه رزقه ويسود اسمه في اللوح فأعلم أنه مقبوض فأنظر إليه نظرة يرتعد منها جسده ويتوعك قلبه من هيبتي فيقع في الفراش فأرسل إليه أربعين من الملائكة يعالجون روحه وذلك قوله تعالى : " حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ".
قلت : " يا أخي يا عزرائيل ارني صورتك التي خلقك الله عليها وتقبض فيها الأرواح " ، قال : " يا حبيبي لا تستطع النظر إليها فقلت أقسمت عليك إلا فعلت " ، وإذا بالنداء من العلي الأعالي : " لا تخالف حبيبي محمد " ، فعند ذلك تجلى ملك الموت في الصورة التي يقبض فيها الأرواح قال النبي صلى الله عليه وسلم فلما نظر ملك الموت إلي وجدت الدنيا بين يديه كالدرهم بين يدي أحدكم يقلبه كيف يشاء ارتعد قلبي ورجف منه فوضع جبريل يده على صدري فرجعت روحي إلي وعقلي فقال جبريل : " يا محمد ما بعد القبر إلا ظلمة القبر ووحشته وسؤال منكر ونكير " ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فودعته ".
- لكن بعض الفقهاء يميل إلى بطلان الحديث المذكور أعلاه مسنتدين في ذلك إلى أنه لم يصحّ في ذِكر اسم ملك الموت حديث وأنه لا يصحّ أن اسمه عزرائيل ، لكن اعتبرت تسمية مَلَكيّ السؤال في القبر ( مُنكر ونكير ) ثابتاً.
القصة التي أبكت وأضحكت ملك الموت
ورد في بعض الآثار إن الله أرسل ملك الموت ليقبض روح امرأة من الناس ، فلما أتاها ملك الموت ليقبض على روحها وجدها وحيدة مع رضيع لها ترضعه وهما في صحراء قاحلة ليس حولهما احد ، وعندما رأى ملك الموت مشهدها ومعها رضيعها وليس حولهما احد وهو قد أتى ليقبض روحها ، هنا لم يتمالك نفسه فدمعت عيناه من ذلك المشهد رحمة بذلك الرضيع ، غير أن أمر ربه تم وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .
ومرت السنوات وقد أرسله الله سبحانه وتعالى ليقبض روح رجل من الناس فلما اتى ملك الموت الى المأمور بقبض روحه وجده شيخاً طاعناً بالسن متوكئاً على عصاه يقف عند حداد ويطلب من الحداد ان يصنع له قاعدة من الحديد يضعها أسفل عصاه ، حتى لأتحته الأرض ويوصي الحداد أن تكون هذه الحديدة قوية لتبقى عصاه وتعمر معه سنوات طويلة ، عندها لم يتمالك نفسه ملك الموت ضاحكا ومتعجبا من شدة تمسك وحرص هذا الشيخ ، وطول أمله بالعيش بعد هذا العمر المديد ولم يعلم انه لم يبقى من عمره لحظات.
فأوحى الله إلى ملك الموت قائلاً : " فبعزتي وجلالي أن الذي أبكاك هو الذي أضحكك " ، سبحانك ربي ما أرحمك وما أعدلك ، نعم ذلك الرضيع الذي قبض ملك الموت روح أمه وأبكاه ، هو نفسه ذلك العجوز الذي أضحكه من حرصه وطول أمله في الحياة .
موت ملك الموت
ملك الموت يكون آخر من يموت بعد أن يقبض الأرواح جميعاً ومن بينهم الملائكة أجمعين .
فيسأل الله ملك الموت : " من بقي يا ملك الموت ؟ " ، وهو اعلم فيقول : " مولاي وسيدي أنت اعلم بمن بقي ، بقي عبدك الضعيف ملك الموت" ، فيقول الجبارعز وجل : " وعزتي وجلالي لأذيقكن ما أذقت عبادي انطلق بين الجنة والنار ومت " ، فينطلق بين الجنة والنار فيصيح صيحة لولا أن الله تبارك وتعالى أمات الخلائق لماتوا عن آخرهم من شدة صيحته فيموت.
ثم يطلع الله تبارك وتعالى إلى الدنيا فيقول: " يا دنيا أين أنهارك أين أشجارك و أين عمارك ؟ أين الملوك وأبناء الملوك وأين الجبابرة و أبناء الجبابرة ؟ "
" أين الذين أكلوا رزقي وتقلبوا في نعمتي وعبدوا غيري ؟ لمن الملك اليوم ؟ " ، فلا يجيبه أحد فيرد الله عز وجل فيقول : " الملك لله الواحد القهار".
فذلك قوله: " كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " (الرحمن – 26).
وذلك قوله تعالى: " كل شيء هالك إلا وجهه " (القصص- 88 ).
نديم ، الحب ، برنامج ، تحميل ، دليل ، مسلسل ، انشوده ، جديد ، كامل
المنتديات للبيع : للتواصل واتساب
967772204567+