تحركات سياسية في القاهرة لاتخاذ مواقف حازمة ضد جرائم النظام..
السفير منصور: الجامعة العربية قد تعطي الضوء الأخضر لمجلس الأمن للتدخل باليمن
الثلاثاء 31 مايو 2011 الساعة 05 مساءً أخبار اليوم/ خاص
أكدت مصادر دبلوماسية يمنية في جمهورية مصر العربية التحركات السياسية
في القاهرة لاتخاذ قرارات ضد النظام اليمني والتمهيد لاعتراف جامعة الدول
العربية بمجلس انتقالي يمني يتم التحضير لإشهاره، حيث بدأت مجموعة من
الدبلوماسيين والبرلمانيين والأكاديميين والسياسيين في اليمن ومصر بتحركات
تهدف إلى حشد موقف عربي مساند للشعب اليمني الذي يتعرض لمجازر وحشية من قبل
قوات السلطة.
وفي هذا الصدد أكد مندوب اليمن لدى الجامعة العربية السفير الدكتور/
عبدالملك منصور أن الجامعة قد تعطي الضوء الأخضر لمجلس الأمن الدولي
للتداخل بالشأن اليمني والسوري مالم يتوقف الرئيسان بشار وصالح عن غيهما،
مشيراً إلى أن مجلس الأمن الدولي ينتظر إشارة جامعة الدول العربية كي يتدخل
بشأن البلدين، حيث هناك رغبة خارجية في التدخل بشأن ما يجري سواءً في
سوريا أو في اليمن.
ولفت منصور في تصريح لـ"أخبار اليوم" إلى أن موقف الأمانة العامة
للجامعة إيجابياً حتى الآن، خصوصاً أن الجانب الرسمي ممثلاً بالرئيس صالح
وجماعته ليس لهم صلة الآن بالجامعة العربية.
ووصف الدكتور/ عبدالملك منصور تلك التحركات بالمباركة، يرجون نجاحها
كون النظام يتورط باستمرار في مذابح جديدة ومهوساً بالولوغ في الدماء،
وقال: كنا نريد من النظام ألا يتورط في ذلك ويقابل الثورة الشبابية السلمية
بصدر رحب ويرحب بأبنائه ويوجد حلولاً لخروجه من الحكم كون الرئيس يؤكد
باستمرار أنه سئم السلطة.
وأكد مندوب اليمن في جامعة الدول العربية على الشباب في ساحات الحرية
والتغيير ألا يتوقفوا حتى لا يساعدوا النظام للوصول إلى العنف كما يريده،
مشيراً إلى أنه في حالة اللجوء لخيار العنف، فسوف يسقط ما يفاخر به
اليمانيون اليوم من ترك السلاح واللجوء إلى النضال السلمي وسيذهب ذلك أدراج
الرياح ـ حسب تعبيره، مشدداً على ضرورة الحفاظ على سلمية الثورة.
ونوه الدكتور/ منصور لدى تصريحه للصحيفة إلى أن الحفاظ على سلمية
الثورة يحتاج إلى صبر وضبط النفس، مستدركاً أنه من الصعب أن تواجه العين
السكين، غير أن البديل وهو استخدام العنف من الطرفين سيؤدي إلى هلاك اليمن
ويغرق البلد في الدماء.
وأكد أن مجلس الأمن الدولي لم يستطع التدخل بليبيا إلا بطلب من الجامعة
العربية وبضوء أخضر منها، حيث اجتمع مجلس الجامعة حينها ورفع الموضوع
لمجلس الأمن، مشيراً إلى أن ذلك قد يتم في موضوع اليمن وسوريا، كون
الرئيسان بشار وصالح يقتلان شعبيهما وذلك ما لا يمكن السكوت عنه فالجامعة
العربية جامعة دول عاقلة وليست جامعة لحكام قتله ـ حد قوله.
مضيفاً: نريد الوقوف بوجه القتلة، ونقول للقاتل "توقف، فالشعب لا يريدك".
من جهتهم قام المسئولون في جامعة الدول العربية بإيصال رسالة باسم
الشعب اليمني إلى الأمانة العامة للجامعة العربية، حثوها فيها باتخاذ موقف
مساند للثورة اليمنية، وطالبوها باتخاذ موقف جاد وحازم تجاه نظام صالح،
الذي أمعن في قتل شعبه، وصعد من جرائمه ضد شباب الثورة السلمية، وحاول جر
البلاد إلى حرب أهلية.
وتمكن الوفد من الحصول على وعد من قبل مسئولي الجامعة العربية بتدارس
الموضوع في القريب العاجل، تمهيدا لاتخاذ مواقف حازمة تجاه نظام صالح.
إلى ذلك أوضح رئيس الجالية اليمنية في جمهورية مصر العربية، إبراهيم
الجهمي لـ"مأرب برس" بأن الوفد الذي زار جامعة الدول العربية صباح أمس يضم
عدداً من الشخصيات البرلمانية والسياسية والأكاديمية، ومن بينهم علي عشال،
وعلي المعمري، وفتحي توفيق عبد الرحيم، وعلي الصراري، وعبد الرقيب منصور،
ومحمد الخامري، والدكتور عبد الله الفروي، والدكتور علي لطف الثور، وغيرهم.
وقال الجهمي إن الوفد التقى بكبار مسئولي الجامعة العربية، وطالبهم
باتخاذ موقف من قبل الجامعة تجاه ما يجري في اليمن، على غرار الموقف الذي
اتخذ مما حصل في ليبيا، وانتقد خلال نقاشاته معهم سياسية الكيل بمكيالين من
قبل جامعة الدول العربية.
وأضاف الجهمي بأن مسئولي الجامعة العربية الذين التقوا بالوفد اليمني،
طرحوا اقتراحاً بإعادة تفعيل المبادرة الخليجية، غير أن أعضاء الوفد
اليمني، رفضوا ذلك، وأكدوا بأن هذه المبادرة قد تنصل منها صالح، وقالوا
بأنها لا تنفع مع نظامه الدموي، وهو الأمر الذي دفع مسئولو الجامعة العربية
إلى التساؤل عن الحلول التي يمكن أن تتخذها الجامعة إزاء ما يجري في
اليمن، فقام الوفد اليمن بتقديم قائمة بعدد من المطالب التي يمكن أن
تتبناها الجامعة العربية، خلال المرحلة القادمة.
وأوضح الجهمي بأن المطالب التي طرحها الوفد اليمني على مسئولي الجامعة
العربية، تتضمن الدعوة إلى اجتماع طارئ لجميع أعضائها، وأن تتخذ في هذا
الاجتماع قراراً بتجميد عضوية اليمن في الجامعة، بالإضافة إلى اتخاذ قرار
بوقف بث القنوات الفضائية اليمنية الرسمية، وعلى رأسها قنوات اليمن الأولى،
وقناة سبأ، وقناة الإيمان، التي تقوم بالتضليل، وتزييف حقيقة ما يجري في
اليمن من جرائم.
كما أوضح الوفد اليمني لمسئولي الجامعة العربية بأن الثوار في اليمن
بصدد الإعلان عن مجلس انتقالي، مطالبين الجامعة العربية أن تعترف بهذا
المجلس، تمهيدا لاعتراف المجتمع الدولي بشرعيته، ورفع الغطاء عن نظام صالح
الفاقد للشرعية.
ومن المتوقع أن تعقد جامعة الدول العربية اجتماعاً لتدارس الوضع في
اليمن، وقال الجهمي بأن الجامعة العربية سترد اليوم على المطالب التي تقدم
بها الوفد اليمني، وذلك تمهيدا لاتخاذ قرارات حازمة إزاء الجرائم التي
يرتكبها نظام صالح بحق الشعب اليمني.