تعز ..جثث متفحمة وأكثر من "60" شهيداً والشباب يتعهدون باستعادة ساحتهم
الثلاثاء 31 مايو 2011 الساعة 05 مساءً أخبار اليوم / رياض الأديب
أمس الاثنين الموافق 30 مايو/ أيار 2011 كان اليوم الأسود في محافظة
تعز والأبشع في تاريخ اليمن المعاصر.. بهذه العبارة المقتضبة وصف أحد
المسنين حادثة اقتحام ساحة الحرية بعد منتصف ليلة أمس الأول من قبل قوات
النظام والمدججة بترسانة عسكرية يصفها شهود عيان بأنها فاقت عدداً وعدة منذ
اندلاع الاحتجاجات.
وفيما لم تتأكد لنا المعلومات من مصدر مستقل فقد أفاد شهود عيان عن
رؤيتهم للجثث متفحمة داخل الخيام التي تم حرقها، مرجحين أن هذه الجثث تعود
لبعض الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة ( معاقين )، فيما مصادر أخرى أرجعتها
لبعض الأطفال وصغار السن الذين كانون نائمين داخل هذه الخيام , وحدهم
الشهداء لم تستطع أي جهة أو وسيلة إعلامية حصرهم بعدما قدرتهم بعض الوسائل
الإعلامية بـ"70- 100" شهيد، فيما بلغ من تأكدت " أخبار اليوم " من
عددهم أكثر من 11 شهيداً ورجحت منظمات حقوق الإنسان ارتفاع العدد إلى أكثر
من ذلك، خاصة وقد أكد شهود عيان عن رؤيتهم لبشمرجا النظام وهي تقوم بنقل
جثمامين الشهداء من أماكن استشهادهم على متن الأطقم العسكرية إلى أماكن
مجهولة .
وحسب إحصائيات المركز القانوني لمناصرة الصورة فإن عدد الشهداء الذين
تم معرفتهم بالأسماء وصل إلى 13 شهيداً، علاوة عن مئات الإصابات الناتجة عن
الرصاص الحي، حالة 25 مصاباً وصفت بالحرجة جداً، فيما تراوحت نسبة
المفقودين مابين 200 – 300 شخص وبلغ عدد من تم احتجازهم في هذه المداهمة
أكثر من 250 معتقلاً.
واعتبر المركز القانوني مجزرة الأمس تندرج ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد
الإنسانية، محملاً المجتمع الدولي مسئولية ما يحدث، مستنكراً بذات الوقت
الصمت الدولي عن المجازر التي ترتكب بحق الشباب السلميين، محملاً مجلس
الأمن المسئولية عن هذه الجرائم.. مردفاً: وكأن تأجيل مناقشة ملف اليمن كان
بمثابة الإشارة لارتكاب مزيد من هذه الأعمال وإن استمرار صمت مجلس الأمن
على هذه الجرائم ومعه المجتمع الدولي يجعله المسئول الأول عنها، كون ما
يرتكبه النظام يهدد السلم والأمن الاجتماعيين مما يتوجب على هذه الجهات
اتخاذ خطوات شرعية لإيقاف هذه المجازر وفقاً لميثاق الأمم ا لمتحدة الذي
خوله لذلك .
اقتصاديون تحدثوا عن خسائر فاقت النصف مليار وهو ما أكده المركز
القانوني لمناصرة الثورة وخاصة بعدما طالت هذه الاعتداءات مستشفى الصفوة
العام ونهب كافة محتوياته، إضافة إلى المستشفى الميداني والمركز الإعلامي
للساحة وفندق ساحة الحرية وبعض المحلات والمنازل المجاورة للساحة , وهناك
الخيام التي كان يرابط فيها الشباب ومحتوياتها من أجهزة محمول ( لابتوب )
وتلفونات وتلفزيونات ورسيفرات علاوة عن المولدات الكهربائية ومطابخ الساحة
وأجهزة العرض ومواد كثيرة وأشياء أخرى متنوعة .
أمس الأول وبمجرد أن داهمت بشمرجا النظام والمكونة من ( أمن عام – حرس
جمهوري – أمن مركزي – ومكافحة شغب – وبلاطجة بملابس مدني ) بمجرد مداهمتها
لساحة الحرية وفي وقت متأخر من المساء وحتى ساعات الصباح الأولى حتى صدحت
معظم مساجد المحافظة بالدعاء وتلاوة القرآن ونداءات للناس بالمنازل بالخروج
ونصرة الشباب المعتصمين بالساحة الذين استماتوا بالدفاع عن ساحتهم، فغلبت
كثرة الجند شجاعة الشباب، ناهيك عن الضرب العشوائي من مختلف أنواع الأسلحة
على الساحة وما أعقبها من تجريف للخيام بعد نهب محتوياتها ليطال الاعتداء
الجرحى الذين كانوا في الصفوة وتم نقل بعضهم بواسطة الأطقم العسكرية إلى
مستشفى الثورة .
إلى ذلك رابطت عدد من الأطقم العسكرية وبعض المصفحات عند مداخل ساحة
الحرية والتي باشرت بإطلاق النار على كل من يحاول الاقتراب منها , وتحدثت
معلومات عن استشهاد شاب في جولة سنان عند محاولته الاقتراب من الساحة على
يد هذه القوات ولم يتسن لـ " أخبار اليوم " التأكد من صحة الخبر, كما تحدث
معظم أهالي المدنية عن قيام عناصر من البلطجية وبدعم من بعض عقال الحارات
بإطلاق النار على أي تجمعات شبابية وتفريق هذه التجمعات .
من جانبهم الشباب اعتبروا أن محافظة تعز وكل شوارعها وميادينها غدت
ساحة للحرية منوهين إلى أن ساحة الحرية ستظل رمزاً وشاهداً على جرائم
النظام تجاه المدينة, مؤكدين أن صالح لن يستطع جرهم للعنف ولكن حق الدفاع
على النفس مكفول في كل الشرائع السماوية والتشريعات القانونية . وتوعد
الشباب بتصعيد مفاجئ ومن نوع خاص قد يبدأ من اليوم بالطرق السلمية .
هذا وتشهد المدينة غضباً عارماً وعصياناً مدنياً شاملاً أغلقت فيها
كافة المحلات التجارية والمكاتب الحكومية احتجاجاً على اقتحام قوات الحرس
الجمهوري والأمن المركزي لساحة الحرية وسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى .
وعلى صعيد متصل من المقرر أن تشهد محافظة تعز صباح اليوم مسيرة جماهيرية حاشدة ( رد اعتبار ) لما شهدته الساحة أمس وصباح أمس الأول .