مياه المجاري للمعتصمين.. والحلوى للمؤيدين؟!
كتب:نبيل الصعفاني
مايحدث أمام أعين الراي العام اليمني من ممارسات غير صحية ضد المعتصمين سلمياً من الشباب العزل وضد المسيرات السلمية التي يجيزها الدستور والقانون شيء لا يليق بنا كيمنيين ولا يليق أيضاً بالمؤسسة الأمنية العسكرية ومن تلك الممارسات تلك التصرفات التي تجعل مصفحات الأمن المركزي تقوم برش الشباب المشاركين في المسيرات بمياه الصرف الصحي والمياه العادمة من مخالفات المجاري إضافة إلى ذلك خلطها بمواد كيميائية تؤدي إلى تقشير الجلد وإحراق الطبقة العليا منه وهذا لعمري تصرف يحز في النفس ويدعو للغرابة أن يكون القائمين على الأجهزة الأمنية لا يدركون مدى إعتزاز الإنسان اليمني بكرامته وحرصه على أن يظل مرفوع الرأس حتى آخر عمره ولا يمكن أن يقابل مثل هذه التصرفات بالترحاب مهما كانت المبررات لأن هناك قواعد متعارف عليها عالمياً إذ أن قوات مكافحة الشغب وليس المسيرات السلمية الهادئة لا تستخدم سوى المياه النقية لتفريق المسيرات أو التظاهرات في البلدان النامية فما بالكم بالبلدان المتطورة التي لا تستخدم أي وسائل إيذاء ضد المسيرات السلمية التي لها مطالب مشروعة أما في اليمن فيبدو أن هناك من يريد أن يقول أن هذه الأجهزة ليست لها مهام أصلاً غير أهانة أبناء الشعب وتكميم أفواههم والتنكيل بهم وإستخدام كل الوسائل الغير لائقة ضدهم إبتداء برشهم بمياه الصرف الصحي والغازات السامة وإنتهاء بالرصاص الحي وكأنهم حشرات ضارة يجب إبادتهم لمجرد أنهم يطالبون بالتغيير لموظف عام كبيراً أو صغيراً مهما كان منصبه فهذا لا يجيز أبداً أهانة مئات الآلاف وأغراقهم بمخلفات المجاري والغازات السامة الخانقة والرصاص لأنه هذه ليست الطرق التي يجب اتباعها لإقناع الشعب بأهمية البقاء والإستمرار بالسلطة وليست الأساليب المثالية لكسب ود وإحترام المشاركين في المسيرات والإعتصامات بل هي إهانات مباشرة تزيد من تصميمهم وعزمهم على المطالبة بحقوقهم المشروعة أي كانت سواء مع هذا النظام أو مع غيره من الأنظمة.
فهل يعتقد أي حاكم أنه عندما يرش أبناء شعبه بمياه المجاري والغازات السامة والرصاص سينجح في جعلهم يحترمونه ويطالبون ببقاءه ويهتفون بحياته ويطالبون بترقية قيادة الأجهزة الأمنية والعسكرية التي تعاملهم بهذه الدونية والإهانات وتجعلهم يتذوقون ملوحة مياه المجاري في أفواههم بدلاً عن الحلويات والمأكولات النظيفة؟ ولاشك أنه واهم من يراهن على أن كرامة ابناء اليمن سهلة ورخيصة وعلى هذا الأساس فقد خابت الأجهزة الأمنية في أول رهان لها أمام الشعب وكشفت عن وجه لا يليق بمؤسسات وطنية ما كان لها أن تنزلق إلى هذه الدرجة من الإستخدام السيئ لإمكانيات الشعب ضد الشعب.. على إعتبار أن ذلك سيسجله التاريخ ولن ينسى من ذاكرة الشباب والأجيال المتعاقبة.
ولا يتخيلوا كيف هو شعور الناس وهم يستنشقون هذه الروائح حتى في المنازل؟ فما بالكم بمن تدخل إلى حلوقهم؟ صح النوم يا من تطالبون الشعب بالرضى عنكم وأنتم لا تعيرون كرامته أي اعتبار مع تقديري لكل من يحترم أبناء وطنه ومن يقدر أمانة المسؤولية ويقدس واجبه الوطني خاصة وأن مسيرات المؤيدين توزع لها الحلوى والبسكويت والعصائر؟!.