استقالات بالجملة من قناة الجزيرة وجدل حول الأسباب السبت 30 ابريل 2011
ما الذي تغيّر في سياسة الجزيرة اليوم لتدفع بأهم كوادرها إلى الاستقالة ؟ فبعد استقالات مذيعات ورؤساء تحرير في العام الماضي جاءت استقالة غسان بن جدو لتصدم جماهير هذه القناة. إشاعات كثيرة انتشرت في الوسط الإعلامي عن حقيقة هذه الاستقالة ، ولكن اليوم بات الأمر مؤكدا ً بعد ما أن ودّع غسان بن جدو زملاءه في مكتب الجزيرة في بيروت.
وتكتّمت هذه القناة عن السبب الحقيقي لاستقالة بن جدو، فأكّد المدير العام للقناة في ختام "مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية " لجريدة الأخبار اللبنانية أن المؤسسة لا تعلّق علنا ً على المسائل المتعلقة بشؤون الموظفين.
امتاز غسان بن جدو، بابتسامته المسالمة وتناوله للقضايا العربية و ومساندته الدائمة للمقاومة أينما كانت. و غادر الجزيرة تاركاً ورائه كل تاريخه الإعلامي والسياسي، ليتّجه نحو التجارة والاستثمار ليفتتح سلسلة من المقاهي وهذا ما أكّده لجريدة "السفير" اللبنانية.
أسباب مختلفة
أما أسباب استقالة بن جدو فهي مختلفة عن الاستقالات السابقة للمذيعات التي أثارت ضجّة في الوسط الإعلامي ويرجّح البعض سببها المضايقات والانتقادات على موضوع اللباس والاحتشام العام.
وقد أثار هذا الموضوع اهتمام الصحافة العربية وفي هذا الإطار، عبرت جريدة السفير اللبنانية عن خشيتها من أن تكون قناة الجزيرة أنهت حلماً كاملاً من المهنية والموضوعية، وباتت تلك المهنية في الحضيض، بعدما خرجت «الجزيرة» عن كونها وسيلة إعلام، وتحولت إلى غرفة عمليات للتحريض والتعبئة.
في المقابل ترى أوساط إعلامية وسياسية أن الجزيرة تعمل على تحريض الشعوب من خلال أخبارها الموجّهة ، وباعتقاد تلك الأوساط هذا الأمر غير مقبول مهنيا ً، واضعين استقالة بن جدو في هذا الإطار إذ كيف يمكن أن يقبل أن يتم أن تسليط الضوء على ليبيا واليمن وسوريا، من دون الإشارة من قريب إلى ما يحصل في البحرين على سبيل المثال لا الحصر.
وفي هذا السياق، نتساءل: هل هذا التفسير لواقع الاستقالات صحيح أم هو محاولة أخرى من قبل السياسيين لتصفية الحسابات مع إحدى أكثر القنوات العربية الإخبارية مشاهدة؟