امريكا تعلن رسمياً إنتهاء مهمة بن لادن في الشرق الأوسط!5/2/2011
الكثير من المهتمين والمتابعين للسياسة الأمريكية وحربها على ما يسمى بـ(الإرهاب) منذ هجمات الــ(11) من سبتمبر عام 2001م لم يفاجأوا بإعلان خبر مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن اليوم وتولي الرئيس الأمريكي نفسه إذاعة بيان مقتل من يعتبره الغرب زعيم الجماعت الإرهابية في العالم ويعزز القناعة لدى العامة من العرب والمسلمين بأن ظاهرة بن لادن صناعة إمريكية كان الهدف منها إبتزاز العالم العربي ونهب ثرواته ومقدراته وضرب قوته الإستراتيجية الرادعة في مواجهة الكيان الصهيوني والتي كان يمثلها العراق ونظام الرئيس الشهيد صدام حسين -رحمه الله-.
بدليل أن امريكا عندما عجزت في تنفيذ تآمرها على ثاني قوة عربية وهي سوريا تحت غطاء بن لادن ودعم الجماعات الغرهابية وعندما وجدت نظام الأسد يستخدم هذه الورقة لضرب وقمع الإحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام سارعت إلى سحب هذه الورقة من أيدي النظام السوري بإعلان مقتل إبن لادن وفي هذا التوقيت بالذات طالما وأن كل الطرق تؤدي إلى (روما)!! وأنها بسحب بساط القاعدة من تحت أقدام النظام السوري قد تساعد الشعب السوري في الإطاحة بنظام الأسد.
وبالتالي وفي ظل ثورات التغيير العربية التي عصفت ببعض الأنظمة العربية وتهدد البقية وظهور جيل جديد من الحكام والأنظمة العربية فإن أمريكا أرادت أن تقول للعالم وللعرب والمسلمين على وجه التحديد أن أسامة بن لادن ووقة الجماعات الإرهابية لم تعد تجدي نفعاً وأن المرحلة القادمة تتطلب أوراقاً وسياسات جديدة تتوافق والجيل الجديد القادم من الحاكم العرب الذين لاشك يمثلون إرادة وخيار الشعوب خلافاً للحكام والأنظمة السابقة التي كانت ولا زال بعضها تمثل إرادة القوى الإستعمارية وعلى رأسها (أمريكا وأوروبا).
وفي محاولة أمريكية لمواكبة الواقع العربي المجديد الذي أفرزته وستفرزه ثورات التغيير التي تؤمن أنها لن تستثني أحد في المنطقة لم يكن أمام الإدارة الأمريكية سوى الإعلان عن إنتهاء مهمة بن لادن وتنظيم القاعدة رسمياً في الشرق الأوسط والعالم وليس بالضرورة أن تكون قد قتلته بالفعل أو أنها قد تعمدت تأجيل إعلان خبر مقتله لسنوات ويرجح هذه الفرصة إعلان الرئيس الأمريكي السابق (جورج بوش) قبل سنوات لخبر مقتل بن لادن.
قد يستفيد العرب والمسلمين من خبر مقتل بن لادن في تغيير السياسات الأوروبية والأمريكية المعادية للعرب والمسلمين الذين عانوا كثيراً من الحرب على الإرهاب وتعرضوا لإعتداءات ومضايقات في عواصم غربية عدة تحت مبرر الحرب على الإرهاب.
وبات على الغرب وفي مقدمتهم امريكا وأوروبا أن يعيدوا النظر في سياساتهم تجاه العرب والمسلمين طالما وقد تم إزالة السبب الرئيسي المتمثل بمقتل أسامة بن لادن -رحمه الله.
ولم يعد يوجد أي مبرر للتواجد الأجنبي في المنطقة والجزيرة والخليج العربي والعراق على وجه التحديد, وعلى قطر والسعودية والإمارات وعمان والكويت والبحرين واليمن وبقية الدول العربية أن تعمل على جلاء أي تواجد عسكري أجنبي في أراضيها سواء كان هذا التواجد بشكل مباشر أو غير مباشر.