الشيب
أ - البيان العلمي:
الشيب هو بياض الشعر بفقدان مادته الملونة،وتوجد هذه المادة في الطبقة الوسطى من الطبقات الثلاثة المكونة من خلايا كيراتيبية، والتي تتركب منها الشعرة فوق سطح الجلد
وتأتى المادة الملونة من خلايا التلوين الموجودة في عمق البصيلة الشعرية،وتسمى هذه الخلايا Melanocyte وهي تنقل الميلانين إلى الخلايا الكيراتينية في الشعر والجلد، ويوجد في اسفل البصيلة كثير من الأوعية الدموية الدقيقة والنهايات العصبية وألياف الكولاجين إلى جانب خلايا التلوين.
ويوجد في سطح الجلد 2 بليون خلية ملونة تزن كلها واحد جرام وتتوزع بحساب 1560خلية بالمليمتر المربع، وهذه الكميات ثابتة لدى كل الأجناس، إنما يتغير اللون بحسب كثافة مادة الميلانين داخل كل خلية.
ب - العلاقة بين الشيخوخة والشيب:
كلما تقدم الإنسان في السن ظهرت عليه علامات الشيب في رأسه بصفة تدريجية، ومعدل السن الذي تظهر فيه شعرات الشيب الأولى هو 9.96 ± 34.2 بحيث انه في سن الخمسين يصبح شعر بعضهم قد شاب بنسبة 50% ويصاحب فقدان مادة التلوين بالشعر نقص تدريجي في نشاط أنزيم الثيروزين داخل الخلية الملونة في بصيلة الشعر، كما أن هذه الخلايا نفسها تتناقص بمعدل واحد بالمئة كل سنة.
ويخضع نشاط خلايا التلوين إلى هرمون خاص تفرزه الغدة النخامية، يسمى الهرمون المنشط لخلايا التلوين MSH، ولا شك أنه بتقدم السن ينقص هرمون MSH وبالتالي يضعف نشاط خلايا التلوين ويتناقص عددها، ويظهر الشيب.
ج - العلاقة بين الخوف والشيب:
من المعروف أن الهموم والقلق المزمن يصيب شعر الرأس بالبياض، وقد أثبتت التجارب العديدة علاقة الجهاز العصبي الودي بظاهرة الشيب، حيث إن نشاطه في الانفعالات يؤدي إلى شيب الشعر،وقد لاحظ لورنر Leurner أن الشعر الأبيض يظهر بصفة اقل من المعتاد في المناطق التي فصلت عنها التغذية بالجهاز العصبي الودي، ونفس هذا الاستنتاج توصل إلية ارتون وزملاؤه (Same Reference No 9p. 2022).
ولا شك أن الشدائد النفسية تعجل بظهور الشيب بصفة سريعة جدا وهو ما عبر عبه القرآن بالاشتعال.
ويعتقد الباحث لورنر: أن فقدان لون الشعر هو نتيجة لمادة تسمم خلايا التلوين، ويفرزها الجهاز العصبي السمبثاوي قرب هذه الخلايا، وهو الأدرينالين الذي يعتبر أهم الإفرازات في التوتر.