نديم الحب
مــؤسس المــوقع
::::[بيـانـات العضـو]::: : مَُشَارِكآتي : 15151 ألعمــُـر : 35 نَقَّاطَيّ : 19321 سَمِعَتيََ : 143 ألقــسم ألمفــُضل : الاسلامي دولـتـي : جـنســي : العمل : الهواية : المزاج : المنتدى للبيع :
تواصل واتس
+967772204567
معلومات واضافات Groups forum Nadim Love:
| موضوع: الوالي الاموي قرة بن شريك المفتري عليه الإثنين ديسمبر 13, 2010 7:37 am | |
| قرة بن شريك : تولي قرة بن شريك ولاية مصر ست سنوات 90 ــ 96 هـ في خلافة الوليد بن عبد الملك الذي عزل أخاه عبد الله بن عبدالملك عنها وأسندها إلي قرة ، فقد كال له بعض المؤرخين التهم جزافا وقد أوردت الدكتورة سيدة الكاشف في كتابها الوليد بن عبدالملك ص 85 ــ 86 حيث أوردت طائفة من اتهامات المؤرخين لقرة بن شريك ، مثل ساويرس ابن المقفع والمقريزي وابن تغري بردي . فقال عنه ابن تغري : ( وكان سيئ التدبير ظالما غشوما فاسقا ) النجوم الزاهرة 1/217 وكان الوليد بن عبدالملك قد أمر بتوسعة وتجديد جامع عمرو بن العاص فنهض بالأمر وجدد ووسع الجامع ، ولكن المؤرخين راحوا يشوهون هذا العمل بالقول : إن قرة كان إذا فرغ العمال والصناع من البناء دعا الخمور والزمور والطبول ، فيشرب الخمر في المسجد طول الليل ويقول لنا الليل ولهم النهار وكان اشر خلق الله ) النجوم 1/218 . وهذه التهمة تذكرنا باتهام الوليد بن يزيد بن عبدالملك بأنه هم بشرب الخمر فوق الكعبة ، ولا ندري كيف يجرؤ وال مسلم في نهاية القرن الأول الهجري علي شرب الخمر واللهو والعبث وسماع الغناء والزمر والطبل في بيت من بيوت الله علانية ، وهب أن هذا الوالي كان متهتكا إلي هذا الحد ، فهل ضاقت عليه الأرض حتى يصنع هذا في المسجد ، وان اشد الناس فجورا في عصرنا هذا ، لا يجرؤ علي ارتكاب مثل هذا العمل القبيح بالقرب من احد المساجد ، فكيف بوالي مصر المسلم في ذلك الزمان الذي كان الوازع الديني فيه اقوي بكثير مما هو عليه الآن بكل تأكيد ؟ اغلب الظن أن هذه شائعة كاذبة ، أطلقها أعداء الوالي ليشوهوا سمعته عند الناس واخذوا يرددونها حتى استقرت في بطون بعض الكتب كواقعة تاريخية لا زالت تروي إلي الآن . والذي يجعلنا نميل إلي الاعتقاد بأنها شائعة لا أساس لها من الصحة أن ابن عبد الحكم والكندي وهما من المؤرخين القدامى ، أهل الثقة في تاريخ مصر وولاتها ، لم يشيرا إليها عند حديثهما عن ولاية قرة بن شريك علي مصر فقد أشار إلي بنائه الجامع وتوسعته ، ولكنهما لم يذكرا شيئا عن واقعة شرب الخمر وسماع الغناء بالمرة (فتوح مصر ص 93/ والولاة والقضاة ص64 ) ولو كانت حدثت لما أغفلاها ، ولا ندري من أين جاء بها المؤرخون المتأخرون مثل صاحب النجوم الزاهرة ؟ والغريب أن بعض المؤرخين كلما تحدثوا عن الحجاج الثقفي أو قرة بن شريك استشهدوا بمقولة منسوبة إلي عمر بن عبدالعزيز حيث يزعم بعض المؤرخين انه قال حين ذكر عنده الحجاج وقرة : ( الحجاج بالعراق والوليد بالشام وقرة بمصر .... اللهم قد امتلأت الأرض ظلما فأرح الناس ) ( النجوم الزاهرة 1/218) تعود بعض الباحثين علي ترديد هذه المقولة واعتبارها حقيقة مسلمة دون تأمل فيها ، ويكفي عندهم أنها منسوبة إلي عمر بن عبد العزيز ، فهل كان عمر بن عبد العزيز يعتبر ابن عمه الخليفة الوليد بن عبدالملك ظالما فعلا ؟ وإذا كان يعتبره كذلك فلماذا قبل أن يعمل له واليا علي المدينة أكثر من ست سنوات 87 ــ 93 هـ ؟ أم أن الوليد كان عادلا أثناء ذلك ، ثم أصبح ظالما فجأة بعد أن عزل عمر بن عبد العزيز ؟ اغلب الظن أن عمر لم يقل هذا الكلام وانه منحول عنه ، وان أعداء الأمويين نسبوه إلي عمر ليصدقه الناس ، ويكون تأثيره كبيرا عليهم لما عرف عن عمر من الصدق والعدل والسمعة الطيبة . علي كل حال من حسن الحظ فقد دلت أوراق البردي العربية والتي اكتشفت في كوم اشقاو واليت تعود إلي عهد الخليفة الوليد بن عبدالملك وولاية قرة بن شريك علي مصر ( سيدة الكاشف ــ الوليد بن عبدالملك ص 84 وما بعدها ) ، دلت هذه الأوراق علي أن كل ما رواه المؤرخون عن ظلم قرة وفسقه لم يكن صحيحا ، فقد كشفت هذه الأوراق عن بيانات ومعلومات طيبة عن المجتمع المصري ، والإدارة والنظام المالي وطريقة جباية الجزية والخراج وإسناد المناصب إلي الموظفين والتجارة وطرقها ، وبناء العمائر والمساجد ، وإنشاء الأساطيل وأثمان البضائع والبيوت والأرض فضلا عن عقود الزواج والبيع والشراء وما إلي ذلك من المكاتبات الخاصة التي تكشف عن بعض العادات والنظم الاجتماعية في ولاية قرة بن شريك ومنها يتضح أن الرجل لم يكن فاسقا ولا ظالما ، بل كان يتحرى العدل بين الناس ، ففي كتاب منه إلي صاحب كورة أشقوة نجده يأمره بان يرسل كشفا بالأماكن المختلفة لمعرفة عدد الرجال في كل مكان والجزية الواجب عليهم أداؤها وما يملكه كل رجل من الأراضي ، وما يقوم به من أعمال ، ويطلب قرة من صاحب الكورة ألا يوجد أي مجال للشكوى أو الاستياء منه ، ويذكره بأنه مصمم علي مكافأة من يسير سيرا حسنا ومعاقبة من يتنكب طريق العدل ، وفي كتاب أخر يطلب قرة من الوالي إن يكون عادلا في تقدير الضرائب والواجبة علي كل فرد ، وان يسهل علي الناس الاتصال به كي يسمع ما يقولون إذا كانت لهم شكاوى ، وهكذا تدحض هذه الوثائق البردية المعاصرة ما يزعمه بعض المؤرخين من اتهام قرة بن شريك بالظلم والفسق ، ويصبح الأمر عبارة عن شائعات وأكاذيب كان يطلقها أعداء الدولة علي رجالها وظل الناس يرددونها جيلا بعد جيل حتى وصلت إلينا ولعل الأيام تكشف لنا عن الكثير من أوراق البردي وغيرها من الوثائق المعاصرة التي تعود إلي العصر الأموي ، وعندها يمكن أن يتغير كثير من المفاهيم ومن النظر إلي التاريخ الأموي ، كما تغيرت صورة قرة بن شريك بعد اكتشاف هذه الأوراق . لم يكن القصد من الحديث السابق الدفاع عن زياد والحجاج وقرة بن شريك وتبرير أخطائهم ، فليست هذه مهمة دارس التاريخ ، وإنما أردت أن أوضح أنهم وان كانت ظروف عصرهم ومشاكلهم قد اضطرتهم إلي القسوة أو تجاوز الحد في بعض الأحيان ، إلا أنهم كانت لهم ايجابيات كثيرة ، وكانوا إداريين ممتازين ، والدراسة المنصفة والمتجردة لمثل هذه الشخصيات التاريخية لابد أن تأخذ في الاعتبار الايجابيات والسلبيات ، لتتزن الصورة ويعتدل الميزان ، وتكتمل الفائدة والاستفادة من الايجابيات والسلبيات علي السواء ، اما التركيز علي الأخطاء وإبرازها ، وإغفال الأعمال الحسنة وإهمالها فليس من الإنصاف في شيء ، فضلا عن أن ضرره اكبر من نفعه في دراسة التاريخ
نديم ، الحب ، برنامج ، تحميل ، دليل ، مسلسل ، انشوده ، جديد ، كامل المنتديات للبيع : للتواصل واتساب 967772204567+ | |
|