نديم الحب
مــؤسس المــوقع
::::[بيـانـات العضـو]::: : مَُشَارِكآتي : 15151 ألعمــُـر : 35 نَقَّاطَيّ : 19321 سَمِعَتيََ : 143 ألقــسم ألمفــُضل : الاسلامي دولـتـي : جـنســي : العمل : الهواية : المزاج : المنتدى للبيع :
تواصل واتس
+967772204567
معلومات واضافات Groups forum Nadim Love:
| موضوع: الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابى الإثنين ديسمبر 13, 2010 7:34 am | |
| فإنا بصدد الحديث عن فترة من أهم فترات تاريخنا الحديث والمعاصر، فترة شهد فيها العالم أبشع صور التكالب الاستعمارى لنهب واستنزاف خيرات وموارد الشعوب الضعيفة والمغلوبة على أمرها، ولما كان الوطن العربى الكبير قد شغل الجزء الشمالى للقارة الإفريقية بأكمله، إضافة إلى منطقة الشمال الغربى لقارة آسيا، لذا فقد عُد من أهم المناطق استراتيجية فى العالم. ولما كان العرب قد تحكموا منذ زمن بعيد بحكم هذا الموقع المتميز فى طرق تجارة الحرير القادمة من الصين وتجارة البُهار القادمة من الهند، لعدة قرون سبقت اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح؛ لذا فقد ظل هذا الكيان العربى مطمعاً للغزاة والمغامرين؛ وكان اندفاع موجات الاستعمار فى العصر الحديث من القارة الأوربية صوب أقرب بلدان العرب إليهم بمنطقة شمال إفريقيا، فتم لهم احتلال الجزائر عام 1880م، وفرضت الحماية على تونس عام 1881م، ثم على مُراكُش عام 1912م.<o:p></o:p> لقد عمُرت تلك الفترة بالعديد من صور مقاومة السيطرة الأجنبية، وبرزت بعض الشخصيات أمثال الأمير عبد القادر فى الجزائر، وعمر المختار فى ليبيا، وسيدى محمد أمزيان وسيدى عبد الكريم الخطابى فى مُراكُش، وكان من المجاهدين الكثير والكثير ممن يضيق المقام عن ذكرهم، لذا سنعرض لسيرة أحد رموز الكفاح العربى فى شمال إفريقيا وهو الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابى. <o:p></o:p> ولد محمد بن عبد الكريم الخطابى بكراً لأبيه عام 1882م، نشأ فى كنفه وتلقى عليه هو وشقيقه الأصغر مبادئ الدين الحنيف، إضافة إلى العلوم الدنيوية، بغية الوقوف على أحوال الغرب وطبائعهم، عملاً بمبدأ "من علم لغة قوم أمن غدرهم"؛ لذا فقد أرسل والده شقيقه الأصغر لتلقى علوم التعدين بالعاصمة الأسبانية مدريد، فى الوقت الذى كانت تحتل فيه أسبانيا بعض المناطق بشمال مُراكُش، أما هو فقد أرسله والده للعمل بمدينة بمليلية الواقعة ضمن منطقة النفوذ الأسبانى أيضاً، فقام بتدريس اللغة العربية للضباط الأسبان، كما عمل بالصحافة. فلما رأى منه الأسبان اتزاناً وعدلاً عُين قاضياً فى مليلية، فحرص خلال عمله معهم على الوقوف على حقيقة نواياهم وعلى الهدف من تواجدهم فى بلاده، حتى إذا ما تأكد له عزم الأسبان على المضى فى سياسة البطش والظلم فى المناطق التى احتلوها، فضلاً عن عزمهم التوسع فى باقى أراضى الريف، استدعاه والده هو وشقيقه، مُعلنين الجهاد ضد أعداء الوطن.<o:p></o:p> دار الصدام بين الفريقين، فلما توفى الأب خلفه ابنه الأكبر فى قيادة المجاهدين، واستمرت المعارك قرابة الأربع سنوات، حقق خلالها الريفيون بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابى انتصارات لا تزال مضرباً للأمثال فى البراعة وحسن التخطيط، إذ تمكنوا بحسن القيادة من دحر أكبر قوة عسكرية جردها ضدهم الأسبان بقيادة الجنرال "سلفسترى" فى منطقة أنوال الريفية عام 1921م، مواصلين تقدمهم للقضاء على باقى مناطق النفوذ الأسبانى فى مُراكُش. حتى إذا ما فتح الله عليهم ودانت لهم القبائل؛ أعلنوها دوله ريفية مستقلة لا تخضع لسلطة المستعمر الغاشم، بل تدين بالولاء للسلطان الشرعى للبلاد.<o:p></o:p> لما فشلت أسبانيا فى القضاء عليهم، عملت على إضعافهم بأن استفزت ضدهم السلطان، وأوقعت فى نفسه كذباً أن محمد بن عبد الكريم ما هو إلا ثائر، طامع فى عرش البلاد، فانطلت اللعبة على السلطان، الذى كانت فرنسا قد وقعت معه عقد الحماية عام 1912م، فخشى من ضياع سلطانه، وأعلن أن محمد بن عبد الكريم خارج عن طاعته، وبذا أصبح على محمد بن عبد الكريم مواجهة مستعمر غاصب، وسلطان مُغيب، والعديد من الخونة الجهلاء. لكن إصرار المجاهدين وإيمانهم بحق بلادهم فى التمتع بحرية كاملة غير منقوصة، لا باحتلال عسكرى ولا باتفاقيات ومعاهدات، جعلهم يواصلون الكفاح محققين نصراً تلو نصر، فلما شعر الأسبان بأن سلطانهم فى مُراكُش قرب من الزوال وأن استنفارهم للسلطان ضد ابن عبد الكريم لم يُجد نفعاً، بحثوا عمن يُعاضدهم للصمود أمام تقدم المجاهدين، فلم يجدوا سوى اللجوء إلى فرنسا، المنافس الأول لهم فى المنطقة، فوضعوا اليد فى اليد للقضاء على ابن عبد الكريم ورجاله، ودارت المعارك هنا وهناك واتسعت ساحات القتال وفعل الحلفاء كل ما هو مشروع وغير مشروع لإبادة الريفيين، فكانت الغازات السامة والمحرقة، وقصفت الأسواق، واستبيحت الحرمات، ومورست كل وسائل البطش والتنكيل بالأهالى العزل وبالمجاهدين.<o:p></o:p> حتى إذا ما قضى الله أمره، وكان ما كان من استنفاذ المجاهدين لكل وسائل الدفاع والصمود أمام هذا الطوفان الجارف، ومع ما لأمير المجاهدين من حكمة ونباهة، فضل أن يكون هو كبش الفداء ليصون على من تبقى من أهل الريف ومن المجاهدين حياتهم؛ ونفى هو وأسرته وبعض مساعديه إلى جزيرة "رينيون" إحدى المستعمرات الفرنسية الواقعة فى المحيط الهندى عام 1926م، فغابوا عن بلادهم لأكثر من عشرين عاماً، عانوا خلالها مرارة النفى والبعد عن الأهل والأوطان.<o:p></o:p> أمضى الأمير تلك السنوات فى محاولات ومحاولات من أجل العودة إلى بلاده، لكن دون جدوى،وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م وما نتج عنها من تغير فى موازين القوى العالمية، وافقت فرنسا على التخفيف من قيوده بنقله إلى أراضيها، وأثناء عبوره لقناة السويس المصرية، عرض عليه بعض المغاربة المُقيمين بالقاهرة النزول بمصر، فوافق عرضهم رغبة الأمير، ونزل إلى أرض مصر مواصلاً كفاحه من جديد، والتف حوله مجاهدو شمال إفريقيا المُقيمين بالقاهرة عاقدين العزم على تكوين هيئة مغربية كبيرة توحد جهودهم، على أن يكون هو زعيمهم الأول ومرشدهم الخبير، بالفعل أسس الأمير الخطابى لجنة تحرير المغرب العربى بالقاهرة عام 1948م وأصبحت اللجنة الممثل الشرعى للمغاربة، بعد أن نالت تأييد ودعم العديد من الدول العربية والإسلامية، خاصة مصر.<o:p></o:p> بيد أن تباين أفكار أعضاء اللجنة بدا واضحاً ومنذ اللحظة الأولى لممارسة اللجنة لنشاطها، ففى الوقت الذى أقر فيه البعض وجهة نظر الأمير المُنادية بالكفاح المسلح، باعتباره الوسيلة المُثلى للتعامل مع الاستعمار - فى الوقت ذاته- نادى البعض بالدخول فى مباحثات ومشاورات سلمية مع المستعمر، كما نادوا بألا يتعدى دور الأمير الخطابى فى رئاسة اللجنة دوراً شرفياً باعتباره أحد رموز الكفاح المغربى وفقط؛ فلما رأى الأمير إصرارهم على تهميشه والمُضى فى تلك السياسة التى تنتقص من كرامة بلادهم، آثر الانفصال عن اللجنة، على أن يواصل كفاحه منفرداً مع من تبقى معه من المجاهدين المُخلصين.<o:p></o:p> فى تلك الأثناء استطاع بعض التونسيين بقيادة الحبيب بورقيبة، وبعض أعضاء الأحزاب المُراكُشية، أن يتوصلوا بالتفاوض مع الفرنسيين إلى اتفاقات من شأنها منحهم استقلالاً ذاتياً، شريطة ألا يتخطى هذا الاستقلال دائرة الارتباط الدائم بفرنسا،وظل الأمير الخطابى وحيداً هو ومن معه من المجاهدين الجزائريين - وبعض ذوى الهمم والوطنية من المغاربة والتونسيين- لذا كانت تصاريحه ونداءاته تصل إلى شعوب شمال إفريقيا منبهة إياهم إلى ما يُحاك لهم، ومستنفرة لهممهم من أجل التخلص من الاستعمار وأعوانه؛ على هذا لم تكن تصرفات الأمير الخطابى لتجد قبولاً لدى هؤلاء الذين انخدعوا بالاستقلال الوهمى، فتنكروا له ولجهاده وعمل بعضهم على الإيقاع بينه وبين ملك المغرب<SUP>(<SUP>[1]</SUP>)</SUP>، بالرغم من ذلك كله أصر الأمير على مواصلة الكفاح.<o:p></o:p> يعبر قطار الحياة بالأمير الخطابى وتنقضى أكثر من ثمانية عقود عاشها الأمير جاهراً برفضه لكل صور الاستعمار، وفى شهر رمضان عام 1963م وبأرض الكنانة تنتهى رحلة كفاح بطل المغرب وأسد الريف، بعد أن قرت عينه برؤية بلدان شمال إفريقيا تستقل الواحد تلو الآخر.
نديم ، الحب ، برنامج ، تحميل ، دليل ، مسلسل ، انشوده ، جديد ، كامل المنتديات للبيع : للتواصل واتساب 967772204567+ | |
|