العرس الخليجي.. بداية ناجحة كتبها :خالد حسان
بانطلاق فعاليات بطولة ( خليجي 20 ) في ملعب 22 مايو بعدن أفشلت اليمن كل الرهانات التي كانت تعوّل على عدم قدرتها على استضافة البطولة وأثبتت بأنها قادرة على تنظيم واستضافة البطولة التي ظل البعض يشكك في إقامتها حتى اللحظة الأخيرة وظل انعقاد البطولة رهن عمليات الشد والجذب بين نقلها أو تأجيلها، لكن الإرادة اليمنية القوية والعزيمة الصادقة كانت عند مستوى التحدي ودخلت في سباق مع الزمن لبناء وتشييد المنشآت الرياضية والإيوائية وتأهيل المرافق الخدمية من طرقات واتصالات وكهرباء وكل متطلبات إقامة العرس الكروي الخليجي, وقد استطاعت بلادنا تحقيق كل ذلك وفي زمن قياسي وبشهادة الأشقاء أعضاء الوفود الخليجية.
< وكم شعرت بالفخر والسعادة الغامرة وأنا أشاهد برنامج «باب اليمن» على شاشة قناة أبوظبي الرياضية مساء يومي السبت والأحد الماضيين من عدن عندما تحدث ضيوف البرنامج عن مستوى استعداد اليمن وما أقامته من تجهيزات ومنشآت لاستضافة البطولة، حيث أكدوا وبكل صدق وصراحة أن اليمن كانت في المستوى المطلوب وأكثر في الاستعداد والتجهيز للبطولة.
< وقد أبدى الأشقاء الخليجيون من محللين رياضيين وإعلاميين ولاعبين وإداريين اندهاشهم من مستوى التنظيم الراقي رغم أن اليمن تستضيف هذه البطولة للمرة الأولى في تاريخها، كما عبروا عن إعجابهم الكبير لما شاهدوه ولمسوه من حفاوة بالغة وترحيب كبير من قبل إخوانهم اليمنيين منذ اللحظة الأولى لوصولهم مطار عدن الدولي وكيف جرت مراسيم الاستقبال بسلاسة ودقة بالغة مقرونة بالحفاوة والضيافة الأصيلة، كيف لا وهم في بلد الإيمان والحكمة والكرم السمة المميزة لهذا الشعب المضياف الذين وصفهم الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) بأنهم ألين قلوباً وأرق أفئدة.
< اليمن تعرضت لحملة تشويه إعلامية اشترك فيها للأسف بعض أبناء الوطن كانت في مجملها تصب في عدة اتجاهات إما التشكيك بقدرة اليمن على استضافة البطولة والوفاء باستكمال تجهيزات ومنشآت البطولة في الوقت المناسب أو بإثارة المخاوف من الوضع الأمني حيث كانت تعمد إلى تهويل الأحداث والوقائع وتضخيمها بغرض إعطاء صورة سلبية عن اليمن وبالتالي دفع الإخوة الأشقاء إلى اتخاذ قرار بعدم المشاركة في البطولة بسبب المخاوف الأمنية التي أوجدتها وهوّلتها بعض الوسائل والمنابر الإعلامية، غير أن كل هذه المزاعم سرعان ما انكشف زيفها واتضحت حقيقتها بمجرد وصول الأشقاء إلى عدن وقيامهم بجولات في شوارع عدن التي وصفوها بأنها آمنة جداً وليس هناك ما يشير ولو إلى أقل القليل من المخاوف الأمنية التي كانوا يسمعون أو يقرأون عنها قبل قدومهم إلى اليمن.
< وهنا نقول لبعض صحفيينا الذين ظلوا ومازالوا يشككون في قدرة بلدهم على تنظيم البطولة وربما تنتهي البطولة بنجاح وهم لا زالوا يشككون، نقول لهؤلاء: إذا كان الأشقاء قد قالوا ما قالوه فلهم عذرهم لأنهم استقوا مصادرهم مما كانوا يقرأونه أو يسمعونه من تقارير مفبركة ومغلوطة بعيدة كل البعد عن المصداقية ولم تتح لهم زيارة اليمن ليروا الحقيقة على أرض الواقع، لكن ما عذركم وأنتم أبناء البلد وأمام ناظريكم كانت الاستعدادات والتجهيزات تتواصل وترون كل شيء أمامكم، أم أن دوافعكم الانتقامية المريضة من كل شيء جميل في الوطن هي التي تسيّركم.
< في الختام نقول: ما يهمنا حقيقة هو أن تتواصل فعاليات العرس الخليجي بنجاح بغض النظر عن الإصرار العجيب لأعضاء منتخبنا الوطني على الاستمرار في “ تكعيفنا “ النتائج السلبية والمخزية لأننا صرنا معتادين عليها في مثل هذه المناسبات الهامة، ولم نتوقع أبداً أن يغيروا ما عودونا عليه ولن يغيروا منها حتى لو أشرف على تدريبهم أفضل مدربي العالم.